نصح الأطباء المختصون مرضى الكلى بالابتعاد عن الإسراف في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من ملح الطعام، وتعديل جرعات الأدوية وفقا للأطباء المعالجين، وتجنب المأكولات المالحة وأطعمة البوتاسيوم التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط المرضى وصعوبة السيطرة عليه. ورأى استشاري أمراض الكلى الدكتور أسعد منذر، أنه يمكن تقسيم مرضى الكلى إلى مجموعتين، المرضى الذين لم يصلوا لمرحلة التنقية الدموية (غسيل الكلى) ومرضى التنقية الدموية. وأضاف «بالنسبة للمجموعة الأولى فإن الحفاظ على وظائف الكلى عند حد معين ومنع تدهورها يعتبر هو المهم والهدف الأساسي الذي يركز عليه كل من الطبيب والمريض معا، وهي القاعدة التي ترتكز عليها المتابعة الطبية في مثل هذه الحالات، لذلك فإن الأشخاص الذين لديهم مرض كلوي غير مستقر أي أن وظائف الكلى غير ثابتة عند مستوى معين، ومازالت بالطور الحاد أو تتراجع باضطراد، هؤلاء من وجهة نظر طبية لا يناسبهم الصيام إلا بعد أن تستقر وظائف الكلى لديهم». ولفت منذر إلى أن الذين لديهم مرض كلى مستقر أي أن وظائف الكلى ثابتة عند مستوى معين فإن النصحية لهم أثناء الصيام أن يستمروا في تناول الأدوية الموصوفة لهم بانتظام وأن يعمدوا بإشراف الطبيب المختص إلى تعديل جرعة هذه الأدوية بما يتناسب مع أوقات الصيام والإفطار، لأن هذه الأدوية تكون ضرورية للمحافظة على وظائف الكلى وعدم تدهورها، وأن يعمدوا للإكثار من السوائل في وجبتي الإفطار والسحور وما بينهما لأن السوائل عند هؤلاء المرضى مهمة للمحافظة على وظائف الكلى، والابتعاد قدر الإمكان عن الأعمال المجهدة التي يمكن أن تسبب خسارة الجسم للماء عن طريق التعرق، إذ أن عدم تعويض الماء المطروح يؤدي للجفاف وضرر الكلى. ونصح مرضى الكلى عموما وبشكل خاص من لديهم ارتفاع في ضغط الدم وهم النسبة العظمى من مرضى الكلى، والابتعاد عن الملح والمأكولات المالحة لأنها تؤدي لارتفاع ضغط الدم، وصعوبة السيطرة عليه والحاجة لتناول جرعات أكثر من الأدوية. ولفت منذر إلى أن المجموعة الثانية من المرضى الذين يعالجون بتنقية الدم (غسيل الكلى) فإن الاهتمام ينصب على عدم تعرضهم لتجمع السوائل الزائدة في أجسامهم، على اعتبار أن الكلى لديهم غير قادرة على طرح الفائض من السوائل التي يتناولونها، وكذلك من المهم الانتباه لعدم حصول زيادة في بوتاسيوم الدم بما يشكله من خطورة قد تكون مهددة للحياة. منذر شدد على ضرورة ابتعاد هذه المجموعة عن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم وإن كان لابد من تناولها فليكن بكمية قليلة جدا وعلى رأس هذه الأغذية الموز والفواكه المجففة والعصائر المصنعة بكافة أنواعها وكذلك التمر، لهذا يوصى مريض التنقية الدموية بالاكتفاء بنصف موزة أو تفاحة واحدة مع بضع حبات من التمر، وعدم تناول الأغذية المالحة لأنها تؤدي للعطش واضطرار الشخص لتناول كميات أكثر من المياه التي تتراكم في جسمه، وقد تكون فوق طاقة تحمل القلب وتؤدي لما يسمى طبيا وذمة الرئة (أي تراكم المياه الزائدة في نسيج الرئتين) وهذا يستلزم إجراء الغسيل الكلوي بشكل إسعافي وفوري درءا لاختناق المريض بالسوائل. وأكد أن الالتزام بإجراء جلسات التنقية (الغسيل الكلوي) في مواعيدها، هو أمر مهم وحيوي في كل الأوقات ويصبح في شهر الصوم أمرا أكثر أهمية ومع التأكيد على ضرورة الالتزام بالمدة الكاملة لجلسة التنقية تلك والتي يحددها الطبيب لأن الوقت الكامل يعني مزيدا من تنقية الدم من السموم وسحب كمية أكبر من الماء الزائد ومزيدا من الأمان للمريض وتحسين حالته العامة. ويتفق استشاري الكلى محمد الحكيم، مع الرأي السابق ويقول: جميع مرضى الكلى مطالبون بتنظيم جرعات الدواء من خلال مراجعة الأطباء وضبط وجبتي الإفطار والسحور، والنصيحة الهامة هي تجنب ملح الطعام أو الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح والدهون، ويفضل تقسيم الوجبات على مراحل دون إرهاق المعدة دفعة واحدة بكل ماهو موجود على المائدة الرمضانية.