دعا أطباء مختصون زارعي الكلى خلال الشهور الماضية إلى الصوم العام المقبل لضمان استقرار وظائف الكلى لديهم. ولفتوا إلى أن هذه الفئة مرخصة بالإفطار لظروفهم الصحية ومواعيد أدويتهم التي يتناولونها لتثبيط المناعة ولمنع حدوث أي رد فعل أو رفض للكلى المزروعة. ضوابط الصيام رأى استشاري أمراض الكلي، رئيس قسم أمراض الكلى في مستشفى قوى الأمن الدكتور علي الحربي، أن زارعي الكلى مرخصون بالإفطار، وبإمكانهم الصيام بعد عام من استقرار وظائف الكلى لديهم. وأضاف «على من يرغب الصوم منهم تناول الأدوية في عكس مواعيدها؛ بمعنى أدوية الصباح تؤخذ عند السحور والمساء تؤخذ عند الإفطار، عدا (الكورتيزون) فيؤخذ عند السحور وعليه تناول كميات كافية من السوائل أثناء الإفطار حتى الكفاف». وشدد الدكتور الحربي على ضرورة الرجوع للطبيب المعالج المباشر لأي نوع منها؛ سواء الفشل الكلوي النهائي أو زارعي الكلى، فكل مريض عليه أخذ الرأي النهائي من طبيبه المختص المباشر. وحول صوم مريض الكلى، أفاد أن «ذلك يعتمد على نوعية المرض ومرحلة المرض، ولا يمكن تعميم الصوم أو منعه لأي مريض، بل كل مريض عليه استشارة طبيبه فهو الأعلم بحالته الصحية». وأبان أن المرضى الذين يعانون من تكون الحصى الكلوي عليهم الإكثار من السوائل وقت الإفطار وعدم التعرض لنقص السوائل والجفاف أو الحرارة الشديدة، وتجنب أكل اللحوم بكثرة والطماطم والسبانخ والفراولة والمكسرات والشاي أو القهوة، أما مرضى القصور الكلوي في المراحل الأولى فالأغلبية لديهم القدرة على الصيام والأهم هو الاعتدال في المأكل والمشرب وتجنب ما يؤثر على وظائف الكلى كالملح والدهون والمحافظة على مستوى السكر وضغط الدم. ونبه الدكتور الحربي مرضى القصور الكلوي المتقدم إلى أنهم إذا صاموا فهم معرضون لمضاعفات خطيرة أو تسريع عملية الفشل الكلوي النهائي وعليهم التقيد بالحمية والنصائح المدرجة. وحذر من بعض الممارسات التي يجب الانتباه لها والحرص على تجنبها وهي: تجنب تناول التمر بكميات كبيرة ويكتفى بحبة واحدة، وذلك لاحتواء التمر على كميات كبيرة من (البوتاسيوم) الذي قد يؤدي إلى توقف القلب وشلل العضلات. الإفطار المعتدل وفي سياق متصل، أوضح استشاري المسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام في جدة الدكتور رضا متبولي، أن المريض الذي أجريت له عملية زراعة الكلى خلال الشهور الماضية، فإن عليه عدم الصيام هذا العام، حتى يتمكن من تناول الأدوية المحددة بجرعاتها في أوقاتها، وحتى لا تتعرض الكلية المزروعة لأية انتكاسة مفاجئة، فتناول دواء تثبيط المناعة في موعده المحدد أمر ضروري يساعد الكلى على التأقلم مع آلية العمل داخل الجسد. ودعا الدكتور متبولي جميع مرضى الكلى إلى الاعتدال في تناول الإفطار، خصوصا الذين يواصلون علاجهم عبر جلسات الغسيل، لأن الإسراف في تناول الإفطار يرهق المعدة والكلى، ويشعر الشخص بالتلبك المعوي والانتفاخ، مع الحرص على تناول السوائل بشكل متوازن.