أكد طبيب أمراض الكلى بمستشفى علوي تونسي بمكة المكرمة الدكتور أحمد حمدي اختلاف قدرة مريض الكلى على الصيام باختلاف مرضه، مشددا على موافقة الطبيب بالسماح له بالصوم من عدمه بحسب حالته المرضية. وأشار إلى تقسيم أمراض الكلى إلى مرضى القصور الكلوي المزمن، موضحا «لا توجد نصيحة عامة في هذه الحالة؛ فالصوم قد يفيد البعض من جهة تقليل كمية الملح والبروتين التي تضر وظائف الكلى، بينما قد يؤدي الصوم نتيجة لفقد السوائل والأملاح إلى مضاعفات لحالة القصور المزمن، أو التهابات الكلى المزمنة، أو التكيس الكلوي بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى مثل السكر وارتفاع ضغط الدم وبالتالي احتياج المريض إلى أدوية، ومن المعروف أنه في حالة الصوم يكون هناك تغيرات في الاتزان الملحي والمائي في الجسم، وهذا في حالة مرضى الكلى له أثر مهم في صحة المريض وسلامته، ولذلك ينصح مريض القصور الكلوي بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته قبل صيام رمضان». ويضيف: «هناك مرضى الفشل الكلوي المزمن الذين يحتاجون إلى الغسيل الكلوي الصناعي، وفي أوقات إجراء الغسيل الكلوي «مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع»، قد يحتاج المريض إلى الإفطار عند عمل ذلك في نهار رمضان، بالإضافة إلى فتوى كثير من العلماء بأن الغسيل يفسد الصوم وعند إجراء الغسيل الكلوي في الليل والأيام الأخرى فليس هناك مشكلة في الصوم إذا كانت حالة المريض مستقرة شرط ألا يكثر من شرب السوائل بعد الإفطار والأغذية التي تحتوي على بوتاسيوم حتى لا يحتاج إلى غسيل دموي عاجل، وبالنسبة لمرضى زراعة الكلى فإن المريض الذي أجريت له زراعة كلية يمكن له الصوم بعد مرور سنة على الأقل من إجراء العملية وحتى تكون الكلى قد استعادت كفاءتها وقدرتها على تركيز البول، وهذا يظهر من الفحوص التي تجرى أثناء متابعة المريض بشرط إمكانية تقسيم الأدوية إلى مرتين يوميا «عند الإفطار والسحور»، أما مرضى حصوات الكلى فغالبيتهم يستطيعون الصوم دون أي مضاعفات صحية، ولكن يتعين عليهم الإكثار من شرب السوائل وخاصة الماء في الفترة بين الإفطار والسحور، ومراعاة أن تكون الزيادة في شرب الماء تدريجية، كما ينصح هؤلاء بعدم التعرض للحرارة الشديدة وتجنب بذل المجهود الذي يؤدي إلى فقدان كمية الماء بالجسم، كما يتعين عليهم تحديد كمية البروتينات الموجودة في اللحوم ومادة الأوكزالات الموجودة في المكسرات والمشروبات المنبهة كالشاي والقهوة وتقليل كمية الملح والسكر في الطعام، مع الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة». ويستطرد حمدي «أما المريض الذي يعاني من مضاعفات الحصوة مثل انسداد أو التهاب أو مغص كلوي متكرر فهو ممنوع من الصيام حتى يشفى، أما إذا كان لا يعاني من هذه الأشياء فيمكن السماح له بالصيام بعد استشارة طبيبه المسلم المعالج بشرط أن يتناول بعد الإفطار كميات كبيرة من السوائل على فترات متقاربة، خصوصا قبل النوم وعند السحور، ويتعين على مريض الالتهاب الحاد في الكلى أن يشرب كميات كبيرة من السوائل ويتناول المضادات الحيوية كل ست أو ثماني ساعات لذلك يصعب عليه الصوم حتى يشفى من هذا الالتهاب». وبالنسبة للنظام الغذائي لمرضى الكلى «تناول المريض كميات كبيرة من السوائل «الماء، الشوربة، المياه الغازية، الشاي، القهوة… إلخ»، أو الأطعمة الغنية بأملاح البوتاسيوم مثل التمر، الموز، المشمش، قمر الدين، والبروتينات مثل لحوم الدجاج، الحمام ،..الخ، قد يؤدي إلى زيادة شديدة في السوائل بالجسم وزيادة نسبة البوتاسيوم في الدم وزيادة نسبة البولينا، وذلك له أثر خطير على أجهزة الجسم الرئيسة؛ ولذلك يجب الحذر وأخذ النصيحة من اختصاصي التغذية حول هذا الأمر».