أبلغ من العمر 26 عاما، ولدي أختان أصغرهما في العشرين من عمرها، فيما تزيد الكبرى عنها بعامين وهي متزوجة، قبل أربعة أعوام كنت أعيش حياتي دون هدف، لكن وبفضل من الله تغيرت تصرفاتي إلى الأحسن، ما عدا علاقتي مع أختيّ حيث مازال فيها الكثير من الشوائب رغم المحاولات المتكررة من قبلي لكسر هذا الحاجز الذي يضعانه أمامي وبالذات أختي الصغرى التي وبمساعدة أبوي تصرفاتها لا ترضيني رغم اعتراضي في كثير من الأحيان، حتى أصبحت بين نارين، نار خلافاتي مع أبوي في عدم تشجيعهما لتصرفاتها ونار السكوت عن تصرفات أختي التي لا تعجبني ولا ترضيني خاصة أنها في مرحلة المراهقة وأخشى أن تؤثر عليها تصرفاتها، كيف أتصرف مع أختي وفي نفس الوقت كيف أحافظ على عدم زعل أبوي مني؟ سامي مكةالمكرمة الواضح أنك أكبر من أختيك، وأن العلاقة بينك وبينهما ضعيفة منذ زمن ليس بالقريب، ومعنى هذا أن هناك جفوة بينكم، وحين كنت بعيدا في تصرفاتك كانت كل واحدة منهما تنظر إليك باعتبارك غير منضبط، وحين التزمت في تصرفاتك أخشى أنك صرت ناقدا كثيرا لهما، وبالتالي زاد هذا من الجفوة، فإن كنت تنشد تمتين هذه العلاقة وتقويتها فعليك التفكير في كل الوسائل التي تقربك من أختيك، وعليك أيضا أن تراعي أن النقد وسيلة فعالة لإبعاد الناس عنك، ومنها أختاك، بل وأهم الناس هما أختاك، لذا ابدأ بالتخلي عن النقد، وابحث في أختيك عن النقاط الجميلة وعززها واثني عليهما، وكن دافئا معهما، لو فعلت هذا فسيبدأ الجليد بالذوبان، وستجد أنهما يبحثان عنك ويفتقدانك لو غبت عنهما، أما لو استمر النقد والبحث عن عيوبهما أو نصحهما وإرشادهما ووعظهما فإنهما سيتجنبانك، ويبتعدان عنك أكثر، وعندها ستبقى تعيش في هذا التناقض والصراع بين رغبتك في إرضاء والديك والسكوت عن ملاحظاتك على أختيك وبين رغبتك في أن يكونا كما تريد، وعليك أيضا أن تكون على ثقة بأن أختيك كبيرتان وراشدتان وناضجتان ويتحملان مسؤولية ما يقومان به من أعمال بغض النظر عن طبيعة هذه الأعمال، سواء كانت أعمالا صحيحة أو خاطئة، وتأكد أن لا أحد يمكن أن يستمع نصح من لا يحبه، كما أننا بالعموم نبتعد عمن ينقدنا، لذا حاول قدر الإمكان أن تكون داعما ومعززا لكل سلوك إيجابي يصدر عنهما، وعندها ستجدهما ينجذبان إليك ويسعيان لمجالستك لأنك ستكون أخا معززا لا ناقدا، داعما لا محطما، ودودا لا منفرا.