أنا طالبة أدرس في الجامعة، أخي خالد، ومشكلتي في تحطيم أحد زميلاتي لي في الجامعة وكثيرا ما أحس باهتزاز في شخصيتي وعدم ثقتي بالنفس وابسط كلمة تؤثر فيني، وأحيانا أشوف نفسي اقل قدرا من زميلاتي، نتائجي في الجامعة عكس نتائجي في الثانوية والتي كنت فيها ممتازة جدا، وللأسف أوضاعي في الجامعة سيئة، بعض الذين حولي يعتبرنني غبية؛ لأن أسئلتي غريبة أحيانا، وهناك زميلة في الجامعة تحطمني دائما. ولك سائلتي الفاضلة الرد: يروى عن أحد الحكماء أنه زار مستشفى الأمراض العقلية وقد أدهشه تصرف أحد النزلاء والذي كان يدفع عربة بشكل مقلوب !! فاستوقف النزيل وسأله عن سر هذا التصرف؟ فأجابه النزيل: أنت تظنني غبيا ؟ لكنني عندما كنت ادفع العربة على الوجه الصحيح لم يتورع الحمقى عن ملئها بالحصى!! وما أحوجنا جميعا لتطبيق تلك الفلسفة في حياتنا فالسير في دروب الحياة يحتاج إلى عقل ووعي ومن يدفع عربته بالطريقة المعهودة ويرخي سمعه للكل سامحا للجاهل والغبي والحقود بأن يرموا بنفاياتهم الفكرية فيها سيأتي يوم وقد طفحت عربته بالقاذورات!! فلا تعاقبي نفسك بتكثيف المشاعر السلبية بمجرد حديث زميلة عنك وتقليلها من قدرك: فهل حياتك رخيصة حتى تكدري صفوها بسبب كلام تافه من إنسانة أحسب أنها لم تنفع نفسها أولا! وتذكري أن من طبع الحياة وجود المثبطين والسلبيين، فارصدي الأشخاص الذين يبنون العقبات في طريقك، ويحاولون إفساد أي تقدم لك، ثم احرصي على تجنبهم ما أمكن وعليك أن تبني جدر مقاومة تجاه كلام تلك الزميلة وغيرها وإلا لن تتقدمي خطوة للأمام. ويبدو أن نتائجك في الجامعة هي من أثر فيك ونال من ثقتك في نفسك وأحسب أن السبب الرئيس للفشل والإحباط الدائم هو الاعتقاد بأن الفشل أمر يجب تجنبه وفي هذا مبالغة كبيرة في التخويف من الفشل لدرجة أننا نحجم مع هذا المعتقد عن القيام بأي محاولة جديدة إضافة إلى الندبة الشديدة التي تتركها المحاولة الفاشلة في عقولنا وفي أرواحنا، وهذا السلوك الفكري يعتبر أقصر وأضمن الطرق نحو الفشل، ما أروع أن نطبق إستراتيجية (السقوط للأمام) لأن تلك الكبوات هي خير معلم فهي تعلمنا ما ينبغي أن نحذر منه ونحتاط منه والفشل ينبهنا إلى مواقع الزلل وهو كذلك يحرضنا لتحاشي أي جهد ومسعى لا جدوى منه، فارصدي أختي أسباب إخفاقك في الجامعة ولا تجزعي من تجاربك القديمة فأبطال الملاكمة لم يبق موضعا في رؤوسهم ألا وطالته اللكمات الموجعة ! تخلصي أيتها الفاضلة من مشاعرك الداخلية السلبية إحساسك القاتل بعدم الجدارة والذي عبثت بقدراتك وأفسدت حياتك وكدرت أوقاتك، أختي الكريمة إن من معززات الثقة وجالبات السعادة الإيمان بأهليتك أن تعيشي حياة سعيدة، وأن تنالي الاحترام والتقدير. والإشكال يكمن في ما تصفين به نفسك فهو الذي ازّمَ الأمور وعقدها قليلا؛ حيث وصفت نفسك بالمهزوزة، وهذا اللقب يعمل فيك ويضعفك على الرغم من أن تصرفاتك تثبت العكس فتصرفات البشر هي انعكاس لما في دواخلهم يخيل إلي أن الجزء الأكبر من المشكلة إذا كان ثمة مشكلة في الأمر, إنما يدور في أعماقك أنت وليس في أذهان الآخرين. شعاع: ما من هدف جميل ورائع يمكن تحقيقه على ظهر الأرض إلا وتم على أيدي الذين اعتقدوا بأن شيئا في ذواتهم يميزهم عن غيرهم ويرقى بها فوق مستوى الظروف المحيطة والأوضاع السائدة.