بدأ ما يربو على 50 ألف رجل أمن من القطاعات الأمنية كافة وموظفي رئاسة شؤون الحرمين وأمانة العاصمة المقدسة ومختلف القطاعات الخدمية، السباق لنيل شرف الخدمة في تنفيذ خطط وبرامج رمضان. وأعلنت الجهات الحكومية والخدمية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن جاهزيتها لتقديم خدماتها عبر منظومة عالية الدقة، حيث أحكمت الخطط والبرامج الكفيلة بتوفير أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين القادمين من داخل المملكة وخارجها. «عكاظ» رصدت أمس في جولة ميدانية شملت المنطقة المركزية وساحات المسجد الحرام، استنفارا أمنيا وخدميا على أعلى المستويات، حيث باشرت الجهات المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين تنفيذ خطة رمضان، فهناك أساسيات لضمان جودة الخدمة تتولى تنفيذها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام في ما يتعلق بالحرم والساحات المحيطة به من نظافة وتأمين احتياجات الزوار من مياه زمزم والافتاء والإرشاد، فيما تتولى الجهات الأمنية تنظيم وإدارة الحشود، المحافظة على الأمن والسلامة، المساعدة على أداء النسك والشعائر، تنظيم وتسهيل الحركة المرورية. فيما تتولى أمانة العاصمة المقدسة أعمال الإصحاح البيئي، تكثيف أعمال النظافة، متابعة المطاعم ومحال المواد الغذائية؛ للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتوفير الشهادات الصحية للعاملين بها. وأكد ل «عكاظ» نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد الخزيم، أن الخطة تهدف إلى بث السكينة والهدوء والطمأنينة في نفوس الزوار من قاصدي بيت الله الحرام، وتوفير المناخ التعبدي داخل المسجد والساحات المحيطة به، وإرشاد ضيوف الرحمن بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة، وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، والإسهام في تثقيفهم وتوعيتهم بأمور دينهم. وأبان الدكتور الخزيم أن الخطة تتناول خمسة جوانب توجيهية وإرشادية تركز في مجملها على توعية الزوار بأمور الدين عبر حلقات الدروس والإفتاء، توزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الإرشادية من خلال تولي إدارة التوجيه والإرشاد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسجد الحرام ووحدة شؤون المرشدات وإدارة التطويف وإدارة شؤون المصاحف، والجانب الخدمي في كل ما يتعلق بالسقيا والنظافة والعربات والأبواب، وتهيئة ماء زمزم مبردا وغير مبرد؛ وذلك حسب ما يحتاجه الزائر، وتخصيص عربات لذوي الاحتياجات الخاصة وتهيئة الفرش لجميع أدوار المسجد الحرام والقبو والسطح والساحات المحيطة به وتهيئة مداخل المسجد الحرام، ومنع إدخال الأطعمة عدا التمر والقهوة فقط وبكميات محدودة، والقضاء على المخالفات داخل ساحات الحرم وتهيئتها للصلاة والعناية بنظافة المسجد الحرام وساحاته ومرافقه، وتتولى هذه المهمات إدارات سقيا زمزم والنظافة والفرش والعربات والأبواب وإدارة الساحات في المسجد الحرام. وأشار نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام إلى أن القوى العاملة التي تنفذ خطة الرئاسة خلال رمضان يبلغ عددها 5702 من الموظفات والموظفين، وتم تشكيل عدد من اللجان العاملة لجولات مستمرة على جميع المواقع في وعلى مدار الساعة؛ للإشراف على أداء الخدمات المقدمة ومعالجة أي قصور قد يطرأ على سير العمل، وتتولى غرفة العمليات استقبال الملاحظات من العاملين وإبلاغها فورا للجهة المختصة ومتابعة إنهاء أية ملاحظة ترد إليها، كما أن هناك استشاريا متخصصا يشرف على تقييم أعمال النظافة والصيانة في مرافق المسجد. وأوضح الدكتور محمد الخزيم أنه تم استكمال الأعمال والتشطيبات النهائية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير وتوسعة المسعى والعمل على تهيئة جميع أدواره وتركيب أسوار زجاجية حول جبل الصفا في الدور الأرضي والقبو وحول جبل المروة في القبو مع عمل الصيانة اللازمة من تثبيت للأجزاء المتحركة من الجبل ودهنها بمادة عازلة شفافة حماية لها من الكتابات وتوسعة الممر الواقع بين المسعى ومنطقة السلم المثلث المجاورة للمسعى في الدور الأرضي. خطة الأمانة في رمضان في الوقت الذي ظهرت فيه شوارع مكةالمكرمة والمنطقة المركزية برونقها الجميل، حيث طبقت الأمانة آلية محكمة لتوزيع الحاويات في مناطق الكثافات، أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أن الأمانة بدأت تنفيذ خطة متكاملة حددت فيها مسؤوليات ومهمات الإدارات المختصة خلال رمضان، مشيرا إلى أنه تم تشكيل العديد من اللجان الخاصة لمتابعة تنفيذ الخطة لضمان أدائها على أفضل وجه. موضحا أن الخطة اعتمدت على تكثيف مختلف الأعمال، خاصة في المناطق المزدحمة التي عادة ما تشهد كثافة عالية من الزوار والمعتمرين. وذكر الدكتور البار أن عدد العاملين في النظافة يبلغ 8500 عامل مجهزين بنحو 810 من معدات النظافة المختلفة، كما تم تشغيل سبع محطات انتقالية لتجميع النفايات في نطاق البلديات الفرعية، بالإضافة إلى تخصيص عدد من الفرق الخاصة لمكافحة الحشرات والمجهزة بأكثر من 195 جهازا من أجهزة الرش والمكافحة والسيارات تعمل على فترتين صباحية ومسائية، في حين سيكون عمل فرق النظافة على مدار 24 ساعة في المنطقة المركزية في حين تم تجهيز وتهيئة 132 صندوقا ضاغطا للنفايات منها 61 صندوقا في المنطقة المركزية للتخلص السريع والآمن من النفايات، خاصة في المناطق المزدحمة التي تصعب فيها حركة السيارات. وأشار الدكتور أسامة البار إلى أنه تم تشكيل عدد من اللجان الميدانية لتنفيذ الجولات الرقابية على الأسواق التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية والتأكد من استيفاء الشروط الصحية كافة والقيام بأخذ العينات وفحصها في مختبرات الأمانة. موضحا أن الأمانة وضعت خطة لمتابعة مسلخ الأمانة والمسالخ الأهلية طيلة أيام الشهر التي تشهد إقبالا كبيرا من الأهالي على المذبوحات، حيث هيأت الأمانة جهازا فنيا وإداريا للإشراف على المسالخ، كما تم دعم تلك المسالخ بجميع ما تحتاجه من العمالة والفنيين والأطباء البيطريين لضمان سلامة اللحوم وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتشكيل عدد من الفرق الميدانية لمتابعة الملاحم والأسواق بالتنسيق مع البلديات الفرعية والتأكد من عملية تخزين وإعداد وتداول اللحوم بالطرق الصحية. وشدد أمين العاصمة المقدسة على أن إدارته لن تتهاون في تطبيق لائحة الجزاءات والغرامات على المخالفين ومتابعة المطابخ وقصور الأفراح ومنعها من الذبح إلا في المسالخ المعتمدة، ووضع جداول زمنية لمتابعة المشاريع المختلفة والإشراف على أعمال المقاولين والمستثمرين المتعاقدين مع الأمانة وتشكيل عدد من الفرق الفنية للإشراف على أعمال صيانة الشوارع وشبكات الإنارة والأنفاق والجسور وشبكات تصريف السيول والتأكد من فعالياتها لمواجهة أي طارئ. الخدمات الصحية تعد الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن بلسم جراح وآلام الزوار والمعتمرين الذين يتعرضون خلال أدائهم للنسك لآلام ناتجة عن التعب نتيجة الكثافة البشرية أو ارتفاع درجات الحرارة، حيث تولت وزارة الصحة تقديم خدمات صحية متكاملة لتقديمها للمواطنين والمقيمين وقاصدي بيت الله الحرام. وأكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد ظفر عن جاهزية الخدمات الصحية في مرافق الصحة في منطقة مكةالمكرمة، وستقدم الخدمات في المراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف والمراكز الإسعافية في الساحات الخارجية، بالإضافة إلى المستشفيات والمراكز الصحية في مكةالمكرمة. وأبان الدكتور ظفر أنه تم تشغيل مركز صحي جديد داخل الحرم الشريف في الدور الثاني ليصبح عدد المراكز خمسة مراكز صحية تعمل على مدار الساعة في رمضان وهي مركز صحي باب أجياد السفلي، باب أجياد العلوي، باب 94 في توسعة الملك فهد ويعمل على مدار الساعة طوال العام وباب 64 في توسعة الملك فهد وباب الندوة الدور العلوي، كما تمت إضافة وتشغيل مركز إسعافي في ساحات الحرم في مقر مواقف مستشفى أجياد القديم ليصبح عددها خمسة مراكز في ساحات الحرم لتقديم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة والإصابات الناتجة بسبب الازدحام ومواقعها خلف مشروع مكة للإنشاء والتعمير، الشبيكة، المروة، مولد النبي بالإضافة إلى المراكز الدائمة وعددها 29 مركزا. وأشار مدير الشؤون الصحية في مكة إلى أنه سيتم تشغيل أقسام العناية المركزة بكامل طاقتها في مستشفيات الملك عبد العزيز، وحراء العام وتحديث قسم الطوارئ وتشغيل أسرة قسم الباطنية الإضافية باستمرار، كما سيتم تشغيل كامل طاقة مستشفى ابن سينا في حدا للحالات المزمنة لتخفيف الضغط على أسرة مستشفيات العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أن خطة الطوارئ للمواسم السنوية تتضمن التركيز على المنافذ الجوية والبحرية والبرية وتفعيل خطط الطب الوقائي لموسم رمضان بتطبيق الاشتراطات الصحية ومتابعة القادمين من الدول الموبوءة والمحجرية. القضاء على الاختناقات المرورية بدأت إدارة مرور العاصمة المقدسة يوم أمس منع دخول سيارات المعتمرين إلى مكةالمكرمة، وحددت نقاط فرز للسيارات في مداخل مكة لتحويل مسارات سيارات المعتمرين إلى المواقف المخصصة التي تم تجهيزها للعمل خلال رمضان وفق الخطة التي حددتها إدارة المرور لسير المركبات في مكةالمكرمة والطرق المؤدية إليها وفي المنطقة المركزية، حيث بدأت توزيع الضباط والأفراد المشاركين في هذه المهمة على جميع مناطق مكةالمكرمة وتكثيف التواجد في المنطقة المحيطة بالحرم المكي. وأوضح ل «عكاظ» مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي أنه تم تكثيف المراقبة الميدانية على مدار الساعة لحركة السير في الميادين والشوارع كافة، وتقسيم الأفراد والضباط على خمس ورديات؛ كل وردية تعمل لمدة ست ساعات، حيث تمت تغطية كل الطرق والشوارع المؤدية إلى الحرم المكي الشريف والأسواق والمجمعات التجارية. مشيرا إلى أنه تمت تهيئة كل المواقف للقادمين من خارج مكةالمكرمة وتم تجهيز كل المواقف المخصصة لوقوف السيارات بكل وسائل النقل من حافلات وسيارات الأجرة. من جانبها، بدأت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة تنفيذ خطتها، حيث تم دعم القوى العاملة في تنفيذ الخطة بالضباط والأفراد والآليات، كما تم تخصيص وتهيئة عدد أربع طائرات عمودية تعمل على مدار الساعة طيلة شهر رمضان المبارك للتدخل في حالات الإنقاذ والإطفاء والإخلاء، كما تم تخصيص عدد من وحدات الرصد موزعة على الأنفاق في العاصمة المقدسة لرصد مستويات التلوث داخل الأنفاق فيما تمت تهيئة شاشات في مداخل مكة وشاشات نقطية وزعت على مجموعة من الفنادق والشقق المفروشة تبث عبارات توعوية خاصة بالمخاطر التي يتعرض لها الزائر في مقر سكنه أو في تنقلاته. من جهتها، دعمت شرطة العاصمة المقدسة بقوة مساندة من الأمن العام من خارج المنطقة بهدف تكثيف جهودها لمراقبة الحالة الأمنية، إذ ستركز دوريات العاصمة المقدسة عملها في المنطقة المركزية بمشاركة عدد من الضباط والأفراد، إضافة إلى المعدات والأجهزة والآليات والأنظمة التقنية المتطورة في غرف العمليات.