فضائيات، كرة قدم، جلسات على الكورنيش، كدادة على السيارات مابين مكةوجدة وتأجير عربات على المعتمرين في السعي بين الصفا والمروة. هكذا تدور حياة كثير من الشباب في ليالي رمضان، وأبرز اهتماماتهم. وسيط عقاري وكداد فيصل طلال الفارسي (22 عاما جامعة أم القرى قسم أحياء دقيقة) يقول: لدى والدتي أملاك، وهي دائما ما تستثمر رمضان في تأجيرها على المعتمرين، وأكون الوسيط والمسؤول عن التأجير والصيانة، علما أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن مجال تخصصي، ولكنني أستفيد منه الكثير سواء على مستوى العائد المادي أو اكتساب الخبرة، في كيفية التعامل مع الجمهور وتكوين علاقات اجتماعية، إضافة لاستغلال وقتي في ما يعود علي بالنفع والفائدة. ويضيف: ومع كل ذلك فإنني لا أكتفي بتأجير أملاك والدتي على المعتمرين، ففي رمضان الكثير من الخيرات، فبجانب التأجير أعمل على سيارتي الخصوصي في الكدادة كما هو العرف المتداول بين بعض الشباب، وليس في ذلك عيب أو نقص طالما كنت أعتمد على نفسي. كرة قدم أما حاتم إبراهيم (ثاني ثانوي)، فيعتقد أنه مازال صغيرا على العمل في رمضان، ويقول «عناء الدراسة لا يجعلني أتهيأ نفسيا للانخراط فيه، وبالتالي أبحث عن سبل الترفيه وأكثر ما يروح عن نفسي كرة القدم، لذلك يتم التنسيق بيني وأصدقائي بمساعدة أحد كبار الحي وبعض المدرسين المهتمين في هذا المجال، حتى إننا ندفع مبالغ رمزية نظير ذلك». وأضاف: «لذلك تجد أكثر ما يشغلني بعد صلاة التراويح الذهاب مع أصدقائي وزملاء الدراسة للعب كرة القدم، بالاشتراك في دوري رمضاني سبق الترتيب له مسبقا قبل دخول الشهر». دوري طائرة نايف الحربي (22 عاما جامعة أم القرى) يقول: عادة ما ننظم دوريا للكرة الطائرة في رمضان، فبعد الانتهاء من التراويح مباشرة نلتقي في شكل مجموعات شبابية، لاستئجار ملعب انطلاقا لترتيب دوري في ما بيننا نكتسب من خلاله الخبرة في الإدارة والتنظيم وحسن الترتيب. مرشد سياحي وينظر خالد الشهري (24 عاما طالب في كلية الهندسة جامعة الملك عبدالعزيز) إلى رمضان على اعتبار أنه شهر للعبادة، فأوله مغفرة ووسطه رحمة وآخره عتق من النار، لذلك هو لا يرتجي أي عائد مادي من ورائه. ويقول: لدي أقارب وأصدقاء من خارج جدة، وعندما يأتون إلى هنا، أتولى دور المرشد السياحي لتعريفهم بأماكن الترفيه والمطاعم، وتوصيلهم من وإلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، وبذلك أكون قد اكتسبت خبرة في السياحة ستفيدني مستقبلا. بين الصفا والمروة ريان إسماعيل من مكةالمكرمة (ثالث ثانوي) يقول: نصحني أحدهم بشراء عربة للعجزة وكبار السن للعمل عليها في الحرم المكي ما بين الصفا والمروة، فرأس مالها بسيط وعوائدها مجزية، فكم من عاجز أو مسن لا يستطيع المشي لمسافات طويلة، خصوصا في السعي بين الصفا والمروة، وبذلك أكون قد كسبت الأجر والثواب والعائد المادي في آن معا.