يجد بعض المواطنين في شهر رمضان موسما لزيادة دخله في ظل متطلبات الحياة المرتفعة، وتكون السيارة التي يمتلكونها وسيلتهم لذلك؛ من خلال العمل عليها في نقل الركاب، خصوصا في منطقة الحرم. لكن هذه السيارات تحدث فوضى مرورية حول الحرم تؤدي إلى إرباك حركة السير في المنطقة. وبحسب إحصائيات رسمية فقد بلغ عدد السيارات الداخلة إلى مكةالمكرمة خلال خمسة عشر يوما من شهر رمضان حوالي 189330 سيارة. «عكاظ» بحثت في هذه القضية والتقت بأصحاب سيارات خاصة يعملون عليها في رمضان وتواصلت مع المسؤولين في مرور مكة لمعرفة القوانين واللوائح التي تنظم حركة السير. يقول أبو محمد (أحد سائقي السيارات الخصوصية) إنه يعمل على توصيل المعتمرين من الحرم المكي الشريف إلى الطائف أو جدة، بالإضافة إلى توصيلهم بداخل البلد، ويعترف بأن ما يقوم به هو عمل غير نظامي «تم ضبطي ومخالفتي بسبب استخدام سيارة خصوصية، إلا أنني أقوم بهذا العمل منذ سنوات عدة فهو مصدر دخل إضافي في ظل متطلبات الحياة التي لا يغطيها راتبي الشهري على الإطلاق». لكن سلطان محمد لا يبحث عن المال عندما يقوم بتوصيل المعتمرين. يؤكد أنه أحيانا يبحث عن المتعة لا أكثر، «أتوقف لتوصيل المعتمرين للمتعة والتجوال وتبادل أطراف الحديث، خصوصا إذا كانوا من خارج المملكة، وفي بعض الأحيان أقوم بعمل جولة لهم داخل العاصمة المقدسة، كما أعتبر قيامي بمثل هذا التصرف هو من قبيل الأعمال التطوعية التي تساعد المعتمرين، بالإضافة إلى المحبة التي نكتسبها من قلوب المعتمرين». استغلال المعتمرين من جانب آخر، يرى أبو فارس (من سكان مكة) أن هناك صعوبة في المواصلات للحرم وأن سيارات الأجرة لا تكفي لسد حاجة المعتمرين، لذلك نضطر لركوب إحدى السيارات الخصوصية فهي تعتبر الحل الوحيد لنا في ظل عدم وجود مواقف بالقرب من الحرم المكي لوقوف سياراتنا الخاصة وعدم توفر حافلات نقل تتجه لجميع أحياء مكة. ويضيف «هناك من يستغل المعتمرين برفع مبالغ التوصيل، فلا توجد قيود ولا ضوابط لمنع تزايد أسعار أجرة التوصيل، ولا يخفى على الجميع أن تزايد عدد المعتمرين يوما بعد يوم يشكل أزمة إضافية وازدحاما ليس فقط بالسير، بل في تأدية العمرة والصلوات». وتوافقه الرأي أم سارة التي تقول: إن عدد المصلين المتواجدين في الحرم كبير جدا، وبالتالي لن تستطيع سيارات الأجرة توصيل جميع هذا العدد، فرغم قرب الفنادق إلا أن البعض منا لا يستطيع السير مشيا على الأقدام ما يدفعنا للركوب بأية وسيلة. من جانبه، أعرب مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي، أن الأنظمة المرورية تمنع منعا باتا استخدام السيارة لغير الغرض المخصص لها ومنها تحميل الركاب في سيارة خاصة، حيث بلغ عدد السيارات الداخلة لمنطقة مكة من 1/ 9/ 1430ه إلى 16/ 9/ 1430ه حوالي 189330 سيارة، أما السيارات الخارجة فبلغت 1871691 سيارة تقريبا، وعلى ذلك يتم تطبيق النظام بكل حزم مع المخالفين بغرامة تتراوح قيمتها بين 300 و500 ريال أو حجز السيارة مع الغرامة، وعند القبض على أي مخالف لأنظمة السير يتم تزويده بقسيمة مخالفة يتم فيه تحديد الوقت والتاريخ ونوع المخالفة ويوضح له ضرورة تسديد المخالفة خلال 30 يوما من تسجيلها. الخطة المستقبلية وحول الخطط المرورية التي ستنفذ مستقبلا يقول: هناك خطة مرورية ليلة 27 من رمضان حتى حلول صلاة عيد الفطر تنطوي على استخدام مواقف بطحاء قريش للقادمين من جدة، حيث يتم تحويلهم من طريق مكةجدة السريع، وكذلك من طريق مكة القديم إلى الطريق الدائري الثالث ومن ثم إلى هذه المواقف اعتبارا من الساعة 1 ظهرا حتى 4 عصرا ثم يتم استخدام مواقف كدي، كما أنه يمنع الدخول إلى المنطقة المركزية اعتبارا من الساعة 4:30 عصرا حتى بعد صلاة التراويح بساعة وذلك لفصل حركة المشاة عن السيارات، فيتم التركيز على النقل العام وبالذات في كدي، ساحة الجمرات، القشلة والرصيفة لنقل المعتمرين والمصلين، أما بالنسبة لصلاة العيد فسيتم قفل المنطقة المركزية بالكامل بحيث تخصص للمشاة فقط اعتبارا من الساعة 5 فجرا حتى نهاية صلاة عيد الفطر المبارك بنصف ساعة.