أقفلت سوق الأسهم تداولاتها أمس خاسرة 31 نقطة، مع ارتفاع قيمة التداول عن اليوم السابق وكأعلى قيم سيولة متداولة خلال الأسبوعين الماضيين، وسط تراجع ملحوظ لأسهم عديدة حققت مكاسب في بداية الجلسة، ما لبثت أن تراجعت، وذلك إثر ظهور بيانات تبين ارتفاع مخصصات الدوين المتعثرة، حيث أظهرت دراسة أجراها موقع «أرقام» الإلكتروني، أن البنوك السعودية رفعت أحجام مخصصات الديون المتعثرة خلال الربع الثاني 2010 إلى 1777 مليون ريال، بزيادة نسبتها 21 في المائة عن المخصصات التي تم تجنيبها خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، وبحوالي 10 في المائة عن مخصصات الربع الأول من هذا العام. ولم تستفد السوق كثيرا من تحركات الأسواق العالمية التي أغلقت أمس الأول على ارتفاع قوي، بادئة الأسبوع بتفاؤل إيجابي مع ارتفاع ملحوظ على أسعار البتروكيماويات والشحن البحري. وكانت الاستفادة محدودة من سهم سابك الذي ارتفع بصورة محدودة إلى مستويات 90.25 ريالا، قبل أن يقفل منخفضا عن سعر إقفال اليوم السابق عند سعر 89 ريالا. وأقفل بسعر 88.75 ريالا. وقد يكون للأحداث السياسية دور في ما حدث للسوق من ضغط بعد توارد أنباء عن تصاعد الأحداث على الحدود اللبنانية، مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة تحرشات الكيان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية وقيام الجانب اللبناني بالرد العسكري في وضع ينبئ عن محاولات إسرائيلية لفتح جبهة لأسباب متعددة سياسيا وعسكريا، ولكن على الصعيد الاقتصادي فمثل هذا الوضع يمثل وضعا بالغ الخطورة على مسار الاستثمار واستقرار الأسواق المالية. وإلى أن تتضح الأوضاع فمن المهم أن نرى طيفية التعاطي مع هذه الأوضاع بتداولات اليوم، حيث إن التحول من المسار الصاعد وبمكاسب فاقت 40 نقطة ثم الإغلاق بخسائر تجاوزت 30 نقطة، أمر يدعو إلى القلق النسبي من إمكانية إجهاض قدرة المؤشر في استمرار الوصول لأهدافه الفنية التي تمتد من مستويات 6370 وحتى 6580 نقطة. ومع الإغلاق شهدت السوق انخفاض 11 قطاعا رئيسا، من بينها قطاعات المصارف والبتروكيماويات والطاقة والمرافق والاتصالات، فيما ارتفعت خمسة قطاعات هي الإعلام والنشر والتأمين والاستثمار المتعدد والنقل والفنادق والسياحة. وارتفعت أسهم 51 شركة فيما انخفضت أسهم 75 شركة مع بقاء أسهم 16 شركة دون تغيير عن السعر السابق. وتمثل تداولات اليوم أهمية معنوية للإقفال الأسبوعي للسوق، فعودة سهم سابك فوق مستويات 90 ريالا يعطي اطمئنانا للسهم والسوق معا، كذلك سهم الراجحي الذي هبط دون مستويات 80 ريالا، لكنه حافظ على مستويات 79 ريالا، الأمر الذي يقلص من التداعيات السلبية نتيجة زيادة المخصصات، لمواجهة الديون المتعثرة، لكن الأوضاع قد تزيد من سلبيتها نتيجة آثار إيقاف خدمة بلاك بيري ماسنجر على شركات الاتصالات، ما يزيد الضغوط عليها وزيادة البيع على أسهمها للتحول إلى أسهم أكثر أمنا إلى حين وضوح الرؤيا حولها. ونتوقع أن يهبط المؤشر ليلامس دعما أوليا عند 6288 نقطة، يليه دعم عند 6275، ثم الدعم الأخير الذي إن تم كسره أو الإقفال دونه فهو يعني أن المؤشر سيتحول إلى سلبية، وهذه النقطة هي نقطة 6262 نقطة إذ أن كسرها سيؤدي للوصول إلى 6145 نقطة. لذا فإن تداولات اليوم ستحسم الأوضاع بصورة كبيرة.