يدرس طلابنا وطالباتنا اثنتي عشرة سنة من عمرهم ولا تؤثر فيهم للدخول إلى الجامعة، بل المؤثر الأقوى امتحان اخترعوه يسمى القدرات أو القياس والتحصيل! يعني «زبدة» الاثني عشر عاما رخوة وسايحة واتضح أنها «مغشوشة» وليست أصلية! وحصاد السنين بعد الزرع الطويل صار هشيما ضاع في مهب ورقة امتحان يفصل بين القدرات! وتأتينا الصدمة جارفة حارقة مؤلمة.. ابننا الفطحل الأريب الأديب الذكي الهمام الناجح في كل عام بتقدير ممتاز.. فشل.. وا لوعتاه!! في امتحانات القدرات ولم يصمد، ولم يحصل على نصف النصف من درجات الاثنتي عشرة الماضيات! ياللهول.. هل العيب في الابن النجيب؟! أم في المدرسة العليلة التي فتحت أبوابها طيلة اثني عشر عاما تطحن ثم نكتشف أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا! وأبناؤنا وبناتنا المتخرجون من التعليم العام نالوا فقط محو أميتهم الأبجدية .. تخرجوا بشهادة محو أمية وليس كما يقال الثانوية لأنها لو كانت كذلك فعلا ما استطاع امتحان واحد في يوم واحد على كرسي واحد في ساعة واحدة أن يلغيها بدرجاتها «النكتة» فقد صارت نكتة أن يكون مجموع الطالب في الثانوية من الأوائل وفوق الممتاز العادي ثم لا يحصل في امتحانات القدرات على مقبول! إنها الفجوة المطلوب تداركها على الفور! وينبغي أن نعترف بالخطأ السائد في الاعتقاد المنتشر أن امتحانات القدرات والتحصيل هي غربلة الطلاب والطالبات، بل هي في الحقيقة غربلة للمدارس ولنظام التعليم فيها الذي يعطي أعلى الدرجات لطالب ممتاز ثم لا يحظى بنصفها في امتحان القدرات! فإما أن المدرسة تضع الدرجات اعتباطا وإما امتحان القدرات ظالم! وليس بين الاثنين اختيار ثالث! .. أما أن يكون الطالب هو السيئ فهذا عذر أقبح من ذنب لأنك إذا زرعت وردا لن تحصد بصلا! وكيف ما وضعت بذورك تخرج ثمارك ولا تنتظروا الورد من أرض مزروعة بصلا!! كيف يتحول المتفوق إلى خيبان! والناجح كل عام بامتياز إلى راسب بامتياز! إنها عبقرية امتحانات القدرات والتحصيل التي لم تعلمنا كيف نعلم أبناءنا أو كيف نصحح أوضاع التعليم في مدارسنا واكتفت بخسف الطلاب والطالبات! يعني استهدفت الضحية وتركت الجاني! وسؤال صريح ينتظر الإجابة ما الهدف من إقرار نظام امتحانات القدرات والقياس والتحصيل؟ ما الهدف المبطن؟ ثم ما الهدف المعلن؟ لأني أعتقد أن لها هدفين، واحدا نراه بالعين المجردة والثاني مخبأ لا نراه إلا تحت المجهر العقلي الذي يحلل الأمور قبل أن تودي بنا إلى ما لا تحمد عقباه في تكوين عقول الناشئة من الطلبة والطالبات! لقد أصبح التعليم العام زحليقة آخرها امتحانات القدرات حفرة لا يخرج منها إلا من رحم ربي! آمل أن لا يعتقد أحد الذين يقرأون الآن أني أكتب من وجع أبنائي وبناتي الذين تورطوا في امتحان القدرات لأن ما عندي لا أولاد ولا بنات إنما نكتب للناس وعن الناس لفهم ما يجري ما دمنا نجري إلى المستقبل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة