نزلت (المطرة) على طريق الكر - الهدا قبل أيام، فسحبت معها كميات من الصخور التي تدحرجت على الخط، الأمر الذي أدى إلى إغلاقه بعض الوقت في وجه الصاعدين والنازلين منه، وأذكر أنه عندما انتهى مشروع توسعة الطريق وجعلها مزدوجة فسيحة نسبيا، أعلن يومها أنه تم تثبيت الصخور بطريقة هندسية مأمونة، وأنه لا صخور ساقطة بعد اليوم!، وقد صدق تلك الوعود المواطنون والمقيمون، لكن الصخور سقطت إثر نزول الأمطار الأخيرة، بل إنها سقطت قبل شهور عدة دون وجود أمطار هاطلة، فقتلت شابا وجرحت زميله وحولت السيارة التي كانا فيها إلى ركام!، وعندها تبادلت إدارة النقل التهم مع إدارة الحياة الفطرية فاتهمت الأولى الأخوة القرود بأنهم وراء تساقط الصخور، فدافعت عنهم الحياة الفطرية دفاعا حارا نشرت تفاصيله في بعض الصحف، وقد دخلت المعركة بقلمي وساندت الحياة الفطرية والقرود ضد النقل وأوردت على لسان قرد كبير قوله: «بالأصالة عن نفسي أكذبهم وبالنيابة عن رهط السعادين»! وقد دار حوار مفيد حول مسألة تساقط الصخور الخطرة على طريق الهدا عند هطول الأمطار، فقال بعض المتحاورين إنه أمر طبيعي يحصل في الطرق الجبلية المشابهة في العديد من الدول المماثلة!، لكن فريقا آخر أبى ولم يستكبر وأكد أن في ماليزيا -على سبيل المثال- طرقا جبلية تشابه طريق الكر - الهدا، بل هي أكثر ارتفاعا من قمة الهدا، وتهطل الأمطار عليها في بعض الفصول بشكل شبه يومي وبغزارة ولكن الإجراءات الفنية والهندسية التي صاحبت إنشاء تلك الطرق جعلتها آمنة، أما نقل الصخور من موقع في الهدا وركمها في موقع آخر منه، فان ذلك سيؤدي حتما إلى تحركها من مكانها بعد جرف وخلخلة ما تحتها من تربة فيحدث تساقط الصخور عند نزول الأمطار. فإن كأن الأمر كما ذكر، فلا بد من معالجة مخاطر تساقط الصخور بطريقة تمنع تساطقها تماما، وإلا بقيت سيفا مسلطا على رقاب ورؤوس المصطافين.. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة