صبر المصطافون ما يزيد على ثلاثة أعوام من أجل تنفيذ خط مزدوج طوله أربعة عشر كيلومترا في جبل الهدا بعد أن كان الخطر مزدوجا في أجزاء منه ومفردا في الأجزاء الأخرى، ولما بدأ تنفيذ المشروع أغلق الخط خلال تلك المدة، لضمان سرعة وجودة التنفيذ، ثم فتح بعد ذلك وسط احتفالية رسمية وشعبية وتصريحات صحفية تؤكد أن الخط آمن وأنه قد تم تثبيت الصخور الموجودة على جنباته بما لايدع مجالا لتساقطها عند هطول الأمطار، ولكن حادثتين وقعتا في الآونة الأخيرة أدت إحداهما إلى مصرع شاب وإصابة آخر إصابة بليغة نتيجة سقوط صخرة على السيارة التي كانا فيها، رسمتا علامة استفهام حول درجة أمان خط الهدا، وقد أدى ما حصل إلى تبادل الاتهامات بين عدة جهات حتى أن إحداها اتهمت القردة بأنها وراء الحادثتين، فيما وجدت القرود ناطقا رسميا يبرئها مما جرى وذلك ما جعلني أستعيد بيت شعر صاغه شاعر عربي على لسان زعيم من زعماء القرود كذب فيه صلة القرد بالإنسان داحضا بذلك نظرية الكافر داروين حيث قال هذا الزعيم منافحا عن قومه: فبالاصالة عن نفسي أكذبهم وبالنيابة عن رهط السعادين!؟ وأنا في صف القرود.. من حيث تبرئتهم مما حصل لأنهم كانوا موجودين في المنطقة قبل إزدواج الخط بعشرات السنين، ولم تقع منهم حوادث كالتي اتهموا بها أخيرا،بل إنهم لم يحتجوا على قيام الإنسان المعلم محمد بن لادن بشق الجبل.. جبل الهدا والقرود!، وإزعاج المعدات لهم وإرعابها لصغارهم قبل نحو خمسين عاما فكيف يحتجون اليوم على إزدواجية الخط وقد أصبح بينهم وبين المصطافين عيش وملح وموز وتفاح؟!، ولذلك فإن من المصلحة عدم اتهام القرود أو القيام بلطم الخدود، بل إن ما حصل يقتضي المسارعة وقبل البداية الفعلية لفصل الصيف إلى تفادي الملاحظات الفنية والهندسية وتثبيت الصخور المتحركة بمواد خاصة عن طريق مؤسسات عالمية ضليعة في هذا المجال، بما يضمن مأمونية الخط الذي سوف يشهد ازدحاما في اتجاهيه خلال العطلة الصيفية القريبة والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة