منذ ستة أشهر، تعرفت على فتاة عبر النت، والفرق بيني وبينها في العمر عدة أعوام، كنت أقضي وقتا طويلا من أجل أن أكتب لها كل عبارات الحب، وهذا أكسبني قلبها وعقلها، فصارت تعاملني بكل لطف واحترام، وحين طلبت منها صورتها أهدتها لي، ثم عرضت علي الزواج منها، فأدركت وقتها أنني قد دخلت نفقا لست بمهيأ لدخوله لأنني على يقين أن أهلي لن يوافقوا على زواجي منها، لأنهم لا يعرفون عنها شيئا، وأنا لا أدري هل كانت تداعبني أم تتسلى بي؟ وهل علاقتها بي هي أول علاقة لها مع شاب أم أنها صنعت علاقة مع غيري قبل ذلك، طلبها مني أن أتزوجها أخافني كثيرا، وجعلني أخاف أن تكون قد أخذت الأمور بجدية، وأنا لا أعلم مصير هذه العلاقة، وما الذي قد يصيبها لو تركتها وابتعدت عنها. هذه الوساوس جعلتني أفكر في تركها وفي الوقت نفسه أفكر في استمرار العلاقة معها، مع يقيني أنها ستزداد تعلقا بي، وعندها إن لم أتزوجها وتركتها فستكون صدمتها كبيرة.. كيف أتصرف؟ طارق جدة يا بني اتق الله في بنات الناس فقد علقتها بك من خلال معسول الكلام الذي أسمعتها إياه، وواضح أنك كنت تعرف جيدا ما تفعله، فلم تطلب صورتها إلا بعد أن تأكدت من تعلقها بك، وكنت في كل ذلك مستمتعا بوجود فتاة متعلقة وتهيم بك، وبعد كل هذا بدأت تشكك بأخلاقها وبأنها ربما عرفت أحدا قبلك أو بعدك، كيف تقول إنك خفت أن تكون هذه الفتاة قد أخذت الأمور بجدية؟ وما هو المطلوب برأيك أن تأخذ الأمور بغير جدية وهي تسمع منك كل يوم معسول الكلام؟ مرة أخرى، توقف واتق الله بها وانهِ هذه العلاقة لأنك لست جادا إطلاقا، وكل ما تريده أن تجد فتاة تدور في فلكك وتسمعك أحلى الكلام وتشعرك بأنك فارس أحلامها، وأنها لا تنام حتى تسمعك وأنها متعلقة بك جدا، فما كنت تسعى إليه وصلت إليه، ولكن نسيت أن للعذارى اللواتي يتلاعب أمثالك بعواطفهن لسانا يدعو وأكفًّا ترتفع حين يكون الناس نيام ويتنزل رب السموات والأرض لينادي المنادي وليجيب دعوة المضطر حين يدعوه، نسيت أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ونسيت أن لك أخوات وعمات وخالات لا يرضيك أن يتلاعب أحد بعواطفهن. مرة ثالثة، اتق الله بهذه الفتاة واتركها وشأنها، وأوضح لها قرارك، وقل لها أنك أخطأت حين صنعت علاقة لم تكن من الأساس تقصد أن تستمر لتنتهي بمثل هذا التعلق، وقل لها أيضا أنك لست مستعدا للزواج؛ لذا فليس من الحكمة أن تعلقها بك. اعتذر منها واستغفر ربك قبل فوات الأوان.