• قبل ثلاثة أشهر، التقيت بشاب ومن أول نظرة أحسست بميل شديد نحوه، بعدها تحول إعجابي به إلى حب وبادلني نفس الحب، ودون أي مبالغة أشعر أنه يحبني كثيرا، يخاف على مشاعري ويحترمني كثيرا، المشكلة أن حبنا لا يعرف عنه أي شخص سوى أخته التي تعرف اسمي، ويرغب في الزواج مني ومصمم على ذلك وحالته المادية لا بأس بها، ورغم فرحتي به لكني حائرة بسبب أنني كلما سمعت عن قصة زواج أساسها كان حبا وليست خطبة تقليدية تكون نتيجتها الفشل. فهل أشجعه حتى يأتي إلى أهلي ويخطبني منهم أم أصرف النظر عن الموضوع وأستجيب لمخاوفي؟ الحائرة المدينةالمنورة حين يبقى أهلك مغيبون عن هذه العلاقة فهي علاقة في الظلام، سهل دخول الشيطان إليها، وسهل أن يتلاعب بك وبه، لذا ليس من الحكمة استمرار هذا الحال، فما تعرفينه عن هذا الشاب لا تملكين من مصدر سواه، وما يقوله عن نفسه هو مصدر كل المعلومات التي تمتلكينها عنه، فإن كان يسمعك الكلام الطيب والمعسول فلا يكفي ليكون زوج المستقبل والشخصية التي لا غبار عليها، وقولك إنه طلبك للزواج يطرح سؤالا مهما: هل طلبك للزواج من أهلك أم طلبك من نفسك؟ والواضح من بقية الرسالة أنه عرض عليك الزواج ولم يطلبك، لأن طلب الزواج منك كي يكون صحيحا ينبغي أن يكون من أهلك، وهو حتى هذه اللحظة لم يطرق الباب، وتفاؤلك وارتياحك ليسا معيارا حقيقيا لنجاح زواجه منك؛ لأن الزواج مسؤولية ونضج وفهم ورحمة ومودة وتحمل لطباع الشريك، وعطاء وكثير من الصفات التي لا يمكن معرفتها عبر الكلام المعسول الذي لا يكلف صاحبه شيئا، ومخاوفك تؤيدها الكثير من الشواهد والزيجات التي خدع الشاب والفتاة بعضهما بالكلام المعسول ثم حين جد الجد تهرب كل منهما من واجباته وتيقنا أن الزواج مسؤوليات والتزامات قد لايكونا قادرين على أدائها، أو أنهما لم يهيئا نفسيهما لها، ونصيحتي لك لكي تخرجي من هذه الدوامة أن تطلبي منه التقدم بسرعة لأهلك لحسم هذه العلاقة ووضعها على الطريق الصحيح، أو بترها والتخلص منها، ولتعودي واضحة أمام أهلك الذين منحوك ثقة قمت بكل أسف باستغلالها بطريقة ليست صحيحة.