أنا طالب جامعي عمري 21 عاما، لدي مشكله أنهكت جسمي وتفكيري، فأنا أكبر الأبناء، ولي إخوان أصغر مني، يريد أبي وأمي مني أن أتزوج، وقد اختارا لي ابنة عمي ووافقت عليها بعد ضغطهما مع أني لست مقتنعا بها، وحتى بعد الاستخارة لم أشعر بالراحة لهذا الاختيار، لأني أحب فتاة غيرها تبادلني نفس الشعور، ولي رغبة الزواج منها، ولكن أهل هذه الفتاة لا يزوجون إلا من قبيلتهم، لم أحدث والدي لعلمي برفض القبيلة لو تقدمت لهم، والمشكلة أنني أقسمت ألا أتزوج غيرها، لأنني أحبها حبا شديدا، ولن يهنأ لي بال ولا أنعم بالنوم لانشغالي بها، طلبت من والدي ووالدتي أن ينهبا خطبتي من ابنة عمي،ولكنهما رفضا بحجة أن مشاكل ستكون بين العائلتين لو فسخت الخطبة، لذا قررت التحدث لابن عمي حتى أبعد أبي من الصورة والحرج، وأنا الآن منتظر ابن عمي أن يعود من سفره للتحدث إليه، وقد أثر هذا الموضوع على دراستي، فما الحل؟. وائل . م الأصل في حل مشكلتك أن لا تتزوج من لا ترتاح لها، لأن الزواج في أصله شعور بالألفة بين الزوج وزوجته، فإذا كنت لا تجد مثل هذه الألفة في نفسك لابنة عمك فلا تقدم على الزواج وتظلمها وتظلم نفسك معها، وخير لأهلك وأهلها أن يتضايقوا قليلا في البداية من أن يكون ضيقهم أكبر لو أنك تركتها بعد أن تلد طفلا أو أكثر وتكون العواقب أكثر سوء، هذا من ناحية ابنة عمك، ولكن المشكلة لن تحل حتى لو أنك تركت ابنة عمك، فأنت في رسالتك تقول إن أهل الفتاة التي تحبها لا يزوجون من خارج القبيلة فماذا أنت فاعل عندئذ؟ وهل ستستطيع أن تذهب لخطبة من تحب دون أن يكون معك والدك وبعض من عشيرتك؟ تذكر أن استمرار العلاقة مع تلك الفتاة معناه المزيد من تعلقها بك، وتعلقك بها، مع أن الأفق مسدود أمامكما كما يتضح من رسالتك، ولو أن أهل هذه الفتاة علموا بما بينك وبينها ألا تخشى أن تكون العواقب المزيد من الأذى لها ولك ولأهلك وعشيرتك؟إذا كنت تعتقد أن وجود ابنة عمك في حياتك أمر صعب ومزعج لك، فبقاؤك على علاقة مع تلك الفتاة صعب ومزعج بصورة أكبر، نصيحتي لك أن تسارع في أول الإجازة الصيفية المقبلة التي لم يبق على بدايتها إلا أسابيع قليلة بفتح الموضوع مع أبيك حتى تتحلل من الارتباط من ابنة عمك، وتهيؤه لقبول قرارك، ثم عليك التفكير جيدا في كيفية التقدم لخطبة تلك الفتاة، وأنت تعرف مسبقا أن أهلها لن يقبلوا بك، ولكن مع ذلك فنصيحتي لك أن تتقدم لخطبتها حتى تبرئ ذمتك من المسألة، ولا تبقيها معلقة بطريقة غير شرعية والنتائج غير مضمونة، وعليك أن تتذكر أنها قد تجبر على قبول خطيب من عشيرتها، وتكون قد خسرت ابنة عمك وخسرتها في آن معا، ولو كنت مكانك لفكرت مليا في مواصفات ابنة العم فإن كانت جيدة فلا تخسرها لأنك لست متأكدا من أنك ستستطيع الزواج ممن تحب، نظرا لرفض أهلها لمبدأ الزواج من خارج القبيلة، ولأنك قد لا تستطيع أن تقنع والدك بالذهاب معك وعندها سيكون من المستحيل على أهل البنت أن يقبلوا تزويجك من ابنتهم وأنت وحيد فريد لا أحد برفقتك عند خطبتها.