عندما تسمع صوته لا تكاد تفرق بينه وبين والده، فتظن أنك أخطأت الاتصال لمجرد هذا التشابه العجيب، لكن الأعجب من ذلك أن يدخل طلابه إلى محاضراته فيلتبس عليهم الأمر ظانين أن المتصدر للقاعة هو والد أستاذهم، بيد أنهم يكتشفون صحة موقفهم في وقت متأخر. الداعية وعضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور أنس بن سعيد بن مسفر يشبه والده في كل شيء، فقد أكسبه الخبرة الدعوية والحياتية بل والرياضية فهو محترف للعبة تنس الطاولة، إذ إن والده كان كذلك. تبدأ الحياة اليومية للدكتور أنس في قضاء الأعمال ومتابعة الدروس والتحصيل العلمي والانشغال بأمور الدين والدنيا، ففي أيام العام الدراسي يكون جدوله مليئا بالتدريس في الجامعة، إضافة إلى المحاضرات والدورات العلمية في الجوامع، وقضاء الوقت مع الأهل والأولاد والجلوس مع الوالد وزيارة الأقارب والجلوس معهم ومؤانستهم ومتابعة الأحداث المحيطة والإصدارات الجديدة ومطالعة الكتب النافعة. يرى ابن مسفر أن اقتطاع الإنسان جزءا من وقته لمتابعة المقالات والأحداث والأخبار العالمية عبر الإنترنت أمر ضروري، معتبرا أن الإنترنت جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع المعاصر. الداعية أنس بن مسفر متذوق للشعر ويحب سماعه وقراءته، لكنه لا يجيد كتابته. يلفت ابن مسفر إلى أن القراءة في مجال الأدب والشعر تنمي حصيلة الإنسان اللغوية، لا سيما الأبيات الشعرية التي يناسب إلقاؤها في الدعوة إلى الله. يقرأ الدكتور أنس في كتاب الأغاني للأصفهاني وكتب المقامات، مشيرا إلى أن القراءة فيها ليس حرصا على الأخذ من هذه الكتب وإنما إثراء لملكته وتقوية لغة الخطابة. أهم هواياته المطالعة فهو مغرم بقراءة الكتب وخاصة قبل نومه، كما أن لعبة تنس الطاولة تستهويه كثيرا، إذ ورثها من والده الحاصل على ميداليات ذهبية في اللعبة، وكان يعلمها إياه في صغره، فالعائلة كلها تحترف لعبة تنس الطاولة. يؤكد ابن مسفر أن موهبة والده في الخطاب الدعوي وشهرته كان لها الأثر البالغ على مسيرته الدعوية، موضحا أن لوالده أثرا كبيرا في حياته ويسعى أن يصل إلى ما كان عليه. يقول الدكتور أنس «أنا معجب بأسلوب والدي، فقد نشأت في بيت يتنفس الدعوة، ومنذ أن خرجت إلى الدنيا ووالدي بين محاضرة وأخرى، ولم أسمع والدتي رحمها الله تقول إنه كان في تجارة أو غيرها، فعشقت الدعوة مبكرا حتى إن أول كلمة ألقيتها كانت في احتفال جمعية القرآن الكريم بحضور شخصيات كبرى وعمري آنذاك أربع سنوات. يشير الدكتور أنس إلى أن التحصيل العلمي والمطالعة والحرص على تطوير الذات كان له أثر كبير في مسيرته الدعوية.