طالب رئيس مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء وعضو المجمع الفقهي الدكتور حسين حامد حسان بالمنع والحجر على كل شخص غير مؤهل للفتوى، مشيرا إلى أن هذه القضية تعتبر أمانة في عنقه إلى يوم القيامة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار يوم القيامة». مشددا على أن المنع يسهم في تنظيم الفتوى وحفظها من ظهور الفتاوى الشاذة المربكة والمضللة للناس. وأوضح حسان في تصريح ل «عكاظ»، أن القضايا الكبرى التي تهم الأمة الإسلامية بأكملها يجب ألا تخضع للفتاوى الفردية والشاذة وإنما الكلمة الفصل فيها تعود للمجامع الفقهية الكبيرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم؛ بحيث يتم في المجمع الفقهي التشاور وتبادل وجهات النظر حول هذه الفتوى لاتخاذ الفتوى التي تجد القبول الجماعي لدى جمهور الفقهاء. وذكر حسان أن اختلاف الفتوى بين العلماء أمر طبيعي، فالمفتي يطلق فتواه بناء على المذهب الذي يسير عليه؛ لذلك فإن الفتاوى تختلف باختلاف المذهب الذي ينطلق منه المفتي، مضيفا «طالما أن المفتي مؤهل شرعياً ومتمرس في علمه وقادر على الاستنباط فإن الحق في فتواه، أما من يطالب بتوحيد الفتوى فإن ذلك لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع وهو أمر غير مرغوب فيه أيضاً». وبين الدكتور حسان أن مما يساعد على انتشار الفتاوى الشاذة قيام الفضائيات ووسائل الإعلام بكافة أشكالها باستقطاب بعض أدعياء العلم الشرعي الذين يقومون بإلقاء الفتاوى دون حسيب أو رقيب، ودعا حسان وسائل الإعلام للتحري من أهلية المفتي وفق الشروط التي وضعها العلماء، ومنها الثقة والأمانة والعلم الشرعي، خصوصاً أن العلماء قد وضعوا ضوابط للفتوى والمفتي يجب أن تتنبه لها وسائل الإعلام حتى لا تضلل العامة. وشدد حسان على أن معظم الفتاوى الشاذة والمنحرفة والتي تغذي سوق فوضى الفتوى تخرج من طلبة العلم ومن أشخاص يدعون العلم الشرعي، وبعضهم نجوم إعلام في الأصل وغير مؤهلين أصلا لقضية الإفتاء.