واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، البقاء داخل دائرة المنطقة الهادئة التي تقل فيها قوى الشراء والبيع معا، ومازالت المضاربة تركز على قطاع التأمين، ويقف الأغلبية من المضاربين في المنطقة المحايدة، في انتظار محفزات جديدة، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، حيث لم تتجاوز نسبة الشراء في أغلب فترات الجلسة أمس عن 47 في المائة، وكذلك عملية البيع تقترب من نفس النسبة، ما يعني أن السوق تمر حاليا بحالة هدوء تام، لتقارب عمليات البيع بالشراء، لتؤثر على تقلص الفرص الاستثمارية اليومية، نتيجة التذبذب في مناطق ضيقة. وجاءت تعاملات جلسة أمس، مشابهة للجلسة السابقة؛ لكون السوق في حالة انتظار وترقب لما ستسفر عنه القرارات الاقتصادية الدولية التي من المزمع اتخاذها في قمة العشرين، ومعرفة مدى انعكاساتها على الأسواق العالمية التي من المقرر أن تستأنف أعمالها اليوم، خصوصا بعد تواتر أخبار عن وجود انقسام حول أهمية الالتزام بخفض عجز الميزانيات. كما يترقب المساهمون اجتماع الجمعية التأسيسية لمؤسسي شركة مدينة المعرفة غدا، الذي سيناقش عددا من البنود وفي مقدمتها التحقق من الاكتتاب في كامل رأس المال، واعتماد قيمة المساهمات العينية، بالإضافة إلى اعتماد النظام الأساسي للشركة، وتعيين أول مجلس الإدارة وأول مراقب حسابات للشركة والمداولة في تقرير المؤسسين عن الأعمال والنفقات التي اقتضاها تأسيس الشركة واعتمادها. ويذكر أن الشركة أنهت خلال الأسبوعين الماضيين عملية الاكتتاب العام من خلال طرح 30.06 في المائة من رأسمالها للجمهور، حيث بلغت نسبة التغطية أكثر من 165 في المائة، ووصل عدد المكتتبين إلى أكثر من 1.9 مليون مكتتب ضخوا نحو 1.69 مليار ريال تقريبا، كما اكتملت عملية تخصيص الأسهم للمكتتبين وإيداعها في محافظ المكتتبين. والذي من المتوقع في حال الإعلان عن إدراجه للتداول سوف يسحب جزءا من السيولة للمضاربة، فمن أبرز ملامح اتجاه السوق في المرحلة المقبلة انتقال السيولة من قطاع التأمين إلى قطاع آخر. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام في المنطقة السلبية على المدى اليومي، ومن المتوقع أن يشهد اليوم مزيدا من التراجع، ويعتبر عدم كسر حاجز 6288 نقطة إيجابيا، حيث أغلق على تراجع بمقدار 34،73 نقطة، أو ما يوازي 0،55 في المائة، ليقف عند حاجز 6318 نقطة متنازلا عن إمكانية بناء مسار صاعد فرعي إلا بعد تجاوز خط 6345 نقطة، وبلغ حجم السيولة نحو 2،796 مليار ريال، وكمية الأسهم نحو 123 مليونا، توزعت على أكثر من 83 ألف صفقة. وافتتحت السوق جلستها اليومية على تراجع في اختبار لدعم الجلسة السابقة، والمحدد عند مستوى 6303 نقاط، وهذا إجراء إيجابي، وبالذات أنه تم تسجيله بسيولة ضعيفة؛ نظرا لاحتمالية كسر نقاط دعم جيدة، ومن أهمها خط 6288 نقطة، وكانت السوق تتعامل تحت سقف 6333 نقطة في أغلب فترات الجلسة، وهذا إجراء سلبي، ففي مثل هذه الحالة من المهم متابعة سهم سابك ومدى تماسك السهم على سعر 90،50 ريال الذي أغلق عليه وتجاوز سعر 93 ريالا، ومدى الانسجام بين سهم سابك والراجحي في حال تحركهما معا.