لازلنا نتذكر جيدا كلمات خادم الحرمين الشريفين التي وجهها لسفرائنا في الخارج خلال لقائهم به قبل فترة غير بعيدة. ليس متأخرا حين نعيد الحديث عن أهميتها، بل ربما الآن هو أنسب وقت للحديث عنها، لأن أسراب المسافرين بدأت تشد رحالها إلى الخارج في كل الاتجاهات.. تلك الكلمات لم تكن سوى تأكيد على أن بعض السفارات تنسى دورها الأساسي تجاه المواطن الزائر وربما المقيم للدراسة أو لأي غرض آخر، وبعضها ليس لديها استيعاب جيد لكيفية تمثيل الوطن وخدمته وتقديمه للشعوب الأخرى بالخروج من نطاق الأداء النمطي.. سفارة الوطن في أي مكان هي واجهة الوطن، وهي عنوانه ولوحته الأهم، وبالتالي عليها ما هو أهم من تسيير المعاملات والأوراق، أو الاقتصار على الواجبات الدبلوماسية التقليدية المتعارف عليها منذ زمن بعيد حين لم يكن لشؤون أخرى أهميتها التي أصبحت عليها الآن، ومنها على وجه الخصوص تقديم ملامح الوطن الغائبة عن ذهنية الآخر، أو تصحيح ما علق بتلك الذهنية من مفاهيم تعميمية غير صحيحة.. وسوف استحضر مثالا نعيشه خلال هذه الأيام في فرنسا لنؤكد أن أي سفارة لديها الكثير مما تستطيع القيام به لخدمة الوطن.. سفارتنا في باريس دشنت مبادرة رائعة للتواصل الثقافي بين المملكة وفرنسا باستضافتها لمجموعة من الزملاء والزميلات من الوسط الثقافي والاعلامي السعودي للالتقاء بمؤسسات الفكر والثقافة والاعلام ورموزها في فرنسا من خلال برنامج نشط ومكثف يستطيع إلى حد معقول التعريف بكثير مما قد يكون غائبا عن أذهان الوسط الثقافي الفرنسي بشكل خاص والشعب الفرنسي بشكل عام.. كما تبنت السفارة مبادرة تكريم الروائي السعودي عبده خال بمناسبة فوزه بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية في احتفالية ضخمة هي في حد ذاتها احتفاء رمزي جميل بالأدب السعودي، وتقديمه في واحدة من أهم العواصم الثقافية العالمية. والأهمية هنا هي أن أي سفارة تستطيع النهوض بدور أكبر وأهم وأشمل من الأداء الروتيني المعتاد الذي استمر زمنا طويلا.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة