عندما نتحدث عن العلاقة مع دولة يقيم فيها حوالي 16 ألف سعودي، ويدرس في جامعاتها 7021 طالبا وطالبة بحسب إحصاء عام 2010، ويزورها كل صيف ما يقارب 700 ألف سائح، ويقيم لدينا من مواطنيها 2.24 مليون شخص، ويزورنا سنويا حوالي 140 ألفا، فإن ذلك يعني خصوصية هذه العلاقة وأهميتها وعمقها، وإذا أضفنا إلى ذلك زمنا طويلا من كل أشكال التواصل فإننا بالتأكيد نشير إلى أهمية الدور الذي يقع على عاتق السفارة التي تمثلنا فيها. السفارة في أي دولة ليست فقط للتمثيل الدبلوماسي والتواصل مع الجهات الرسمية وتوثيق العلاقات على هذا المستوى وحسب، وإنما بذات الأهمية عليها تعميق الصلة بين الشعبين، وتقديم الخدمات التي يحتاجها مواطنونا هناك، أو القادمون من هناك إلينا. وبالتالي فإن سفارتنا في جمهورية مصر العربية تكتسب أهمية بالغة ووضعا خاصا، أخذا في الاعتبار كل المعطيات المشار إليها آنفا والأرقام السابق ذكرها، وقد كان كل ذلك في ذهني وأنا أفكر بالاتصال بسفيرنا الجديد في مصر الأستاذ أحمد بن عبد العزيز قطان، الذي لم تسبق لي مقابلته، لا لأمر شخصي، وإنما لبحث بعض الأمور والقضايا والتساؤلات التي تصل الكتاب من المقيمين والطلاب والزائرين لمصر، وهي ملفات لا يخلو بعضها من أهمية كبيرة.. الحقيقة أنني فوجئت بالرد الفوري للسفير على اتصالي وهذا ما لم نعهده في بعض السفراء، بل وترحيبه بزيارتي له في مكتبه رغم انشغاله الكبير آنذاك بترتيبات زيارة رئيس الوزراء المصري للمملكة. وصلت السفارة لأجدها خلية نحل، ولأجد السفير يدير غرفة عمليات وليس مسترخيا في مكتب فاره ليتصفح الجرائد ويتابع الفضائيات. لم أشأ أن أقتطع كثيرا من وقته حين وجدته كذلك، ولكن في بضعة دقائق استمعت منه إلى تصورات ناضجة لعلاقات دولتين كبيرتين في مرحلة جديدة تعيشها مصر الشقيقة، وأفكار متقدمة في طور تحويلها إلى واقع للارتقاء بالخدمات التي يجب أن تقدم للسعوديين هناك، وللمصريين الذين يحتاجون خدمات السفارة، إضافة إلى برنامج متكامل لتعميق العلاقة والتواصل مع مختلف النخب المصرية. في الحقيقة، شعرت بارتياح كبير بعد الزيارة لأن الانطباع الذي كان يصلنا من طلابنا على وجه الخصوص، وغيرهم بشكل عام، لم يكن يخلو من ملاحظات سلبية كثيرة، لكننا سوف نستبشر بهذا الحراك الذي تشهده السفارة السعودية في مصر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة