تراوح أزمة تشكيل الحكومة العراقية في مكانها، وسط صراع سياسي حاد بين كتلة القائمة العراقية بقيادة إياد علاوي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، ووسط هذا التعطيل الحكومي حذر علي السيستاني من حدوث أزمة سياسية كبيرة «تستدعي التدخل لحلها»، مجددا في الوقت ذاته وقوفه على الحياد إزاء جميع الكتل السياسية. وقال حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم السيستاني للصحافيين إن «المرجعية لن تدعم أحدا من المرشحين إلى منصب رئاسة الوزراء كما أنها لا تضع فيتو على أي منهم». وأكد أن المرجعية «تأمل التوصل إلى تشكيل حكومة كفؤة قادرة على حل مشاكل البلد في وقت قريب، وأن لا تحدث أزمة سياسية كبيرة تستدعي تدخل الجهات الدينية لحلها». وأضاف أن السيستاني «أكد على مسامع جميع زواره من السياسيين ومنهم وفد العراقية، الذي كان اللقاء بهم طيبا للغاية، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة يخضع للحوار بين الكتل السياسية ووفقا للآليات الدستورية». وما تزال المحادثات لتشكيل حكومة جديدة تراوح في مكانها بعد أكثر من مائة يوم على الانتخابات التشريعية في السابع من مارس (آذار) الماضي. ونفى الخفاف ما تناقلته تقارير إعلامية حول «دور الجهات الدينية» في تشكيل التحالف بين ائتلافين شيعيين «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، و«الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم الأحزاب الشيعية باستثناء الدعوة. وأكد أن «المؤسسة الدينية لم يكن لها دور في التحالف كما لم يجر التطرق إلى هذا الموضوع أبدا». وحول تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، قالت الشرطة إن مسلحين هاجموا منزل موظف في وزارة الموارد المائية وأردوه قتيلا هو وزوجته وابنيه في أبو غريب الواقعة على مشارف بغداد من جهة الغرب. وفي الفلوجة، أفادت مصادر في مستشفى وفي الشرطة أن صاروخا أطلق على قاعدة للجيش الأمريكي سقط على ثلاثة منازل مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة سبعة في القطاع الشرقي من الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلو مترا غربي بغداد. أما في سامراء فأوضحت الشرطة أن رجلا قتل البارحة الأولى برصاص ابنه وابن أخيه اللذين اعتبراه خائنا لعمله مترجما للجيش الأمريكي في سامراء الواقعة على بعد 100 كيلو متر شمالي بغداد. إلى ذلك أعلن المفوض الأعلى للاجئين أنطونيو جوتيريس أن عدد العراقيين الذي لجأوا إلى بلدان الشرق الأوسط إثر غزو العراق وجرت الموافقة على استقبالهم في بلد ثالث منذ 2007 بلغ مائة ألف. وعبر جوتيريس الذي يجري زيارة إلى سورية تستمر ثلاثة أيام، عن ارتياحه لهذه النتيجة التي وصفها ب«الإنجاز الكبير» وعن أسفه لأن «عددا من اللاجئين العراقيين أصبحوا طي النسيان منذ سنوات».