طالب المرجع الشيعي علي السيستاني بضرورة مشاركة جميع الفائزين في الانتخابات في الحكومة العراقية المقبلة والاسراع في تشكيلها، في وقت نفت المرجعية ان تكون تدخلت في اندماج الائتلافين الشيعيين واعلان الاكراد تحالفهم مع الكتلة الشيعية الكبيرة. وقال القيادي في التحالف الكردستاني نائب رئيس الوزراء نوري روز شاويس في مؤتمر صحافي، بعد زيارته المرجع السيستاني في منزله في النجف امس، ان «اولى مطالبات المرجعية هي التزام الدستور والاسراع في تشكيل الحكومة وشدد على ضرورة اشراك الجميع فيها». وأشار شاويس الى ان «الهدف من زيارتي هو حمل رسالة من الرئيس مسعود بارزاني الى السيد السيستاني والتشديد على العلاقة وتقويتها اضافة الى موقف التحالف الكرستاني بأن ليس لديه خطوط حمر على اي شخصية يختارها الائتلافان لمنصب رئيس الوزراء انما الرأي متروك لإخوتنا في الائتلافين لاختيار أي شخصية وطنية عراقية يرشحونها ونحن ليس لدينا عليها خطوط حمر ونرحب بها، وايضاً الظروف التي يمر بها بلدنا والحاجة الماسة لفتح الحوار». وأكد ان «الحديث كان محوره يدور مع السيستاني حول تشكيل الحكومة المقبلة». وأوضح أن «السيستاني دعا الجميع إلى المشاركة في تشكيل حكومة وطنية تضم جميع المكونات السياسية كي تكون ممثلة للشعب العراقي». وشدد شاويس على ان «التحالف الكردستاني يرغب في الائتلاف مع حلفائنا السابقين وهو الخيار الوحيد خلال الفترة المقبلة»، في إشارة إلى الائتلاف الوطني ودولة القانون. وأكد نجل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي الشيخ علي النجفي ان «لا دور للمرجعية في اندماج الائتلافين الشيعيين». وقال النجفي في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «اندماج الائتلافين جاء وفق رؤى السياسيين انفسهم لأن المرجعية الدينية ملتزمة الحياد». وأشار الى ان «مرجعية النجف تقف على مسافة واحدة من جميع السياسيين ولن تقف مع احد على حساب الآخر». وكانت وسائل اعلام نقلت عن قيادي في ائتلاف «دولة القانون»، كان أحد الموقعين على هذه الوثيقة، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «الائتلافين وافقا على تفويض مجموعة صغيرة من المرجعيات بقيادة السيد علي السيستاني في أن يكون لها الكلمة الأخيرة في أي خلاف قد ينشب بين الائتلافين على أن تكون توجيهاتهم وتعليماتهم ملزمة للطرفين». وقال القيادي إن «هذا الشرط ينطبق فقط على التحالف السياسي بين الائتلافين ولا يلزم الحكومة المقبلة». ورفض المتحدث باسم السيستاني، حامد الخفاف التعليق على الاخبار على رغم اتصالات «الحياة» المتكررة به، فيما قال مصدر مقرب من السيستاني ان «السيستاني لم يطالب مباشرة باندماج الائتلافين الشيعيين بل كان يوحي للسياسيين بذلك». وأضاف ان «القيادات الدينية الشيعية جميعها ترغب في ان تكون كتلة واحدة في البرلمان تمثل الطائفة الشيعية ويكون صوتها مسموعاً وتنجز قوانين»، وأشار الى «ان السيد السيستاني لا علم له بهذا الاتفاق لكنه في الوقت نفسه سعيد باندماج الكتلتين الشيعيتين». يذكر أن نتائج الانتخابات التشريعية التي أصدرتها المفوضية العليا في السادس والعشرين من آذار (مارس) الماضي أعلنت فوز «ائتلاف العراقية» بزعامة إياد علاوي بالمركز الأول بعد حصوله على 91 مقعداً، تليه قائمة «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي التي حصلت على 89 مقعداً ثم الائتلاف الوطني العراقي في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعداً، والتحالف الكردستاني رابعاً ب43 مقعداً. وكان اعلن في بغداد مساء الثلثاء الرابع من الشهر الجاري، عن تحالف ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي والائتلاف الوطني العراقي ضمن كتلة نيابية واحدة لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد محادثات استمرت أكثر من شهر.