فضل حامد الخفاف الناطق الرسمي باسم المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني عدم التعليق على تقرير صحافي أميركي كشف أن نائباً شيعياً سلم أخيراً رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السيد السيستاني يحضه فيها على التدخل لحل مشكلة تشكيل الحكومة. واعتبر أن الحديث عن نية المرجعية إصدار بيان تُقدم فيه النصح والمشورة الى القوى السياسية العراقية للمساعدة في تشكيل الحكومة، «غير مهم». كما رفض الحديث عن رأي المرجعية في حال احتكم إليها المختلفون في التحالف الشيعي في خصوص منصب رئيس الوزراء. ورفض الخفاف في اتصال مع «الحياة» التعليق على تقارير إعلامية نشرت خلال اليومين الماضيين عن تسلم المرجعية في النجف رسالة من الرئيس الأميركي يحض فيها السيستاني على التدخل لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة في العراق. وكانت مجلة «فورين بولسي» ذكرت أن «أوباما وجه رسالة الى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لإنهاء الخلاف بين السياسيين في العراق من أجل تشكيل حكومة جديدة». وأفادت المجلة على نشرتها الإلكترونية نقلاً عن مصدر «على اتصال بأسرة المرجع الشيعي»، أن نائباً شيعياً سلم رسالة أوباما الى السيستاني. وأوضحت أن رسالة أوباما جاءت بعيد محاولة جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي تسوية الخلاف على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، خلال زيارة قام بها الى بغداد في الرابع من تموز (يوليو) الماضي. ورفض ناطق باسم البيت الأبيض وناطق باسم مكتب السيستاني في النجف الإدلاء بأي تعليق على هذا الخبر. وكانت مصادر إعلامية أشارت الى دور لعضو «الائتلاف الوطني» إبراهيم بحر العلوم في هذا الشأن. لكن المكتب الإعلامي لبحر العلوم نفى بشدة أمس ما نشر من تصريحات نسبت له تشير إلى أن الإدارة الأميركية تطلب في رسالة لها من السيد السيستاني التدخل لحل أزمة تشكيل الحكومة. وأضاف البيان الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه: «ننفي بشدة أن يكون الدكتور بحر العلوم أدلى بمثل هذا التصريح لأي موقع إلكتروني أو وكالة أنباء». واعتبر هذه التقارير «محاولة لخلط الأوراق وإثارة الشكوك لأغراض سياسية قد تضر بالبلد وتزيد من تعقيداته السياسية». ورداً على أنباء نُشرت في بغداد أمس عن نية المرجع السيستاني إصدار بيان رسمي يقدم فيه النصح والمشورة الى القوى السياسية العراقية للمساعدة في تشكيل الحكومة، اعتبر الخفاف أنها غير مهمة ما دام لم يصدر بيان رسمي من مكتب المرجع. وكان نائب الرئيس الأميركي حاول مطلع تموز (يوليو) الماضي حض القادة العراقيين على إنهاء خلافاتهم السياسية. وتحدثت الأنباء عن مشروع أميركي لإحداث تحالف بين المالكي وعلاوي. وكانت مواقع إخبارية محلية نقلت أمس عن «مصادر في مكتب السيستاني» أن «مكتب المرجع ينوي إصدار بيان رسمي يحتوي على نصح ومشورة للكتل السياسية يساعد الخصوم في تشكيل الحكومة». وأضافت المصادر: «بعدما وصلت الأمور إلى طريق يعتبر شبه مسدود، على المرجعية أن تتدخل». ولفت إلى أن «المرجعية كانت تنأى بنفسها عن التدخل، لكنها رأت أن هناك ضرورة للتدخل عبر تقديم المشورة بعدما طفت الخلافات بين القطبين الشيعيين (الائتلاف الوطني ودولة القانون) على السطح، وتداول الإعلام التصريحات المتشجنة». لكن الخفاف رفض أمس بيان رأي المرجع الشيعي في اقتراح «الائتلاف الوطني العراقي» نهاية الشهر الماضي الاحتكام الى المرجعية في قضية ترشيح المالكي لولاية ثانية.