فتحت الشؤون الصحية في محافظة جدة تحقيقا موسعا بعد كشف مدير إدارة الطؤارئ والسلامة ومدير مستشفى الثغر العام في جدة الدكتور محمد باجبير خلال مباشرتهما حادث انهيار المبنى وجود عينات من الأدوية والأجهزة الطبية المستخدمة في المختبرات، بين الأنقاض. وذهب البعض إلى احتمالية استخدام جزء من المبنى المنهار كمستودع غير مرخص لتخزين الأدوية. ويركز التحقيق على الطريقة التي اتبعت لتسريب الأدوية من مستودعات الصحة إلى المبنى المنهار. من جانبه، أكد ل«عكاظ» مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أحمد الغامدي أن منزل حي البغدادية، الذي انهار أمس الأول، تم رصده ضمن المباني الآيلة للسقوط منذ نحو ثلاثة أشهر وأشعر مالكه بذلك. وأوضح الغامدي أن الأمانة طلبت من شركة الكهرباء فصل التيار الكهربائي، في محاولة للضغط على السكان لإخلاء المبنى قبل سقوطه. وأفاد مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة، أن مالك المبنى خالف أنظمة البناء بعد أن عمد إلى بناء دور إضافي دون الحصول على ترخيص بذلك. مؤكدا أن إضافة دور رابع على الأدوار الثلاثة للمبنى شكل ضغط أحمال على أساسات المبنى، ما أدى إلى انهياره. وكشف الغامدي عن توجه الأمانة للتعاقد مع مكاتب هندسية تتولى الوقوف على المباني وتحديد خطورتها والرفع بتقارير عاجلة عن ما يستدعي الإزالة الكلية أو الجزئية، لبدء التعامل مع الوضع حسب ما تقتضيه الحاجة، وبما يضمن سلامة سكان المباني الآيلة للسقوط. وانتقد مصدر قريب من دوائر التحقيق في حادثة السقوط (فضل عدم الكشف عن اسمه) آلية تعامل الجهات المسؤولة عن رصد المنازل الآيلة للسقوط، كون الآلية الحالية لا تحقق الهدف المنشود، مستشهدا بحوادث الانهيارات التي أودت بحياة الأبرياء دون أن تحرك هذه الجهات ساكنا، معتمدة على شرح الآليات بعد كل حادثة في محاولة للتبرير. وعلمت «عكاظ» أن العقد الموقع مع المكتب الاستشاري السابق الذي يتولى الكشف على المباني الآيلة للسقوط وتحديد مدى صلاحيتها انتهى منذ عام تقريبا ولم يجدد، ولم تسند المهمة لمكتب آخر. الأمر الذي يعني خللا في آلية رصد هذه المنازل التي تسجل بين الحين والآخر حوادث تزهق الأرواح البريئة. وعلى صعيد تطورات انهيار مبنى البغدادية، الذي تسلمته الأمانة أمس من الدفاع المدني، لاستكمال رفع الأنقاض بعد أن أنهت فرق الدفاع المدني مهمة البحث عن متوفين أو ناجين بين الأنقاض، أكد ل«عكاظ» العقيد محمد الشعباني مدير الدفاع المدني في محافظة جدة المكلف، أن إدارته تنتظر التقارير الهندسية من الجهات المعنية، التي تحدد أسباب الانهيار. وأبان العقيد الشعباني أن الدفاع المدني خاطب الجهات ذات العلاقة للتحقق من خطورة المباني المجاورة للمبنى المنهار لوضع خطة عملية للتعامل معها. وكانت محافظة جدة قد صحت صباح أمس الأول على انهيار مبنى سكني في حي البغدادية غربي جدة، ما أدى إلى وفاة سيدتين صوماليتن في حادثة تسجل الخامسة من نوعها في غضون شهرين فقط.