فتح انهيار عمارة سكنية مكونة من أربعة أدوار وتسببه في وفاة امرأتين في حي البغدادية في محافظة جدة أمس، ملف قضية المباني الآيلة للسقوط على أوسع نطاق بين سكان المحافظة. وفيما تسلمت أمانة محافظة جدة ملف العمارة من فرق الإنقاذ والبحث في مديرية الدفاع المدني، سأل سكان الحي عبر «عكاظ» عن دور الأمانة إزاء الانهيارات المتعددة التي شهدتها محافظتهم خلال أقل من شهرين. في هذه الأثناء، قال ل«عكاظ» الناطق الإعلامي المكلف في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الرحمن الغامدي، إن أسباب الانهيار ما تزال مجهولة «إلى الآن»، مفيدا أنه فور تلقي البلاغ بالانهيار تحركت على الفور فرق الرصد والبحث إلى الموقع مصحوبة بآليات مزودة بأجهزة تنصت للكشف عن أي محتجز تحت أنقاض المبنى. وزاد: «المبنى المكون من أربعة أدوار انهار بالكامل ولم نتعرف على عدد ساكنيه على وجه الدقة، لكن تقطنه 25 أسرة، حيث انتشلنا جثتين لامرأتين مقيمتين»، ملمحا إلى إخلاء عدد من المنازل المجاورة، «خوفا من تضررها بفعل الانهيار الحاصل». وعلمت «عكاظ» أن الحادثة وقعت قبل صلاة الجمعة، إذ استيقظ سكان حي البغدادية على صوت انهيار قوي أعقبته سحب من الدخان الأبيض حجبت الرؤية لمسافة كبيرة وسببت ذعرا للأهالي الذين هرعوا في كل الاتجاهات هربا من الصوت القوي، ليكتشفوا بعد حين أن الصوت القوي والدخان الكثيف يعود لانهيار مبنى، مواصلا مسلسل الانهيارات التي وصلت إلى خمسة خلال أقل من شهرين. وانتقلت إلى الموقع أربع فرق إنقاذ وتم تجهيز موقع الإسناد في أرض المطار القديم للتدخل عند الحاجة، فيما عانت فرق الإنقاذ من صعوبة إدخال آلياتها إلى الموقع، بسبب ضيق الشوارع المحيطة بالمبنى المنهار. وفي الوقت الذي تابع مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة تفاصيل الانهيار، أشرف عليه ميدانيا المدير المكلف للدفاع المدني في محافظة جدة العقيد محمد الشعباني، إذ قسم الفرق ومسرح الحادث لمربعات بحثا عن محتجزين تحت الأنقاض، خاصة أن أسقف العمارة تطابقت فوق بعضها إثر الانهيار. وانتشلت الفرق العاملة بعد الانهيار بنصف ساعة جثة امرأة، أعقبتها بعد ساعتين جثة ثانية، نقلتا إلى مستشفى الملك عبد العزيز في المحجر. وهنا، أعلنت مستشفيات الملك عبد العزيز، الملك فهد العام، والثغر حالة الإنذار الطبي، إثر تأكيد سكان الحي عدم معرفتهم بسكان العمارة، وذلك تحسبا لارتفاع عدد الضحايا أو المحتجزين. كما أعلنت الجهات الأمنية إغلاقا كاملا للمنطقة، ومنعت المركبات من دخولها، فيما طوقتها دوريات المرور والأمن لتسهيل مرور آليات الدفاع المدني ومباشرة مهماتها. وأنشأت فرق الطوارئ في مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة منطقة فرز وإسعاف في الموقع برئاسة مدير إدارة السلامة والطوارئ ومدير مستشفى الثغر الدكتور محمد باجبير، تشاركها فرق من الهلال الأحمر، كما زودت فرق الإنقاذ بأنابيب أوكسجين. في هذه الأثناء، اطلق فريق التحقيق في مديرية الدفاع المدني برئاسة رئيس القسم المقدم عبد الله الزهراني تحقيقاته حول أسباب انهيار، تمهيدا لرفعها إلى الجهات المختصة. وشهدت جدة أخيرا أربعة انهيارات عمائر آيلة للسقوط، غير انهيار يوم أمس، أبرزها انهيار عمارة في حي الصحيفة أسفر عن مقتل ستة وإصابة خمسة، وقبله انهيار طال مبنى شعبيا مكونا من طابقين في حي البغدادية بعد أسبوع من انهيار مبنى آخر في نفس الحي، تلاه انهيار مبنى شعبي في حي بريمان. وطالب مواطنون واختصاصيون الجهات المعنية بتحرك عاجل لحماية المدينة من كارثة جديدة محتملة، سببها 8000 منزل آيل للسقوط حصرتها لجنة متخصصة في أمانة جدة، وصفوها بأنها «ألغام موقوتة» في أرجاء المحافظة تهدد حياة مئات السكان. ويحمل سكان أحياء المحافظة «صمت الأمانة» الطويل مسؤولية تدهور الحال ووصولها إلى هذا الحد، فيما أعلن مدير إدارة الطوارئ رئيس لجنة المباني الآيلة للسقوط في «الأمانة» المهندس خالد زيني «إخلاء مسؤوليته».