بعد أن هدم منزله في توسعة ساحات المسجد الحرام الشمالية اتجه المواطن محمد ملاوي إلى مخططات ولي العهد واشترى أرضا ثم شيد عليها منزله، وعندما تقدم لشركة الكهرباء لإدخال التيار الكهربائي أبلغه مسؤولو الشركة أن المخطط غير مغطى بالكهرباء، وعليه أن ينتظر حتى يصل التيار إلى المخطط. بادر الملاوي إلى شراء مولد كهربائي لينير به منزله، يقول الملاوي في ذلك «إن المولد الكهربائي يرهقني ماليا، إذ يكلف في الشهر الواحد قرابة 3000 ريال من وقود وزيت وإصلاحات»، مطالبا شركة الكهرباء وأمانة العاصمة المقدسة «بتحمل مسؤوليتها في توزيع المنح دون تخطيط، وأبقتنا في ظلام دامس». ما يحدث للملاوي يحدث لكثير من سكان مخطط ولي العهد الذين عمدوا إلى بناء منازل لهم في المخطط رغم عدم وجود كهرباء، ولكن اتجهوا إلى المولدات الكهربائية لإنارة منازلهم في انتظار إنارة المخطط من قبل الشركة، وأصبح منظر اشتراك الكثير من السكان في مولد واحد مألوفا كي تقل عليهم تكاليف التشغيل أسوة بمكاتب العقار التي يزيد عددها على 70 مكتبا، إذ تتجمع على مولد واحد ينير لهم مقابل مبلغ مالي يدفع في نهاية كل شهر. ويرى فيصل هوساوي (من سكان المخطط) «عدنا للعصور الماضية عندما كانت شركة الكهرباء لا تتجاوز المنطقة المركزية حول الحرم، حيث إننا الآن نتجمع في مولد واحد حتى ينير لنا منازلنا ومكاتبنا». ويعتبر مجدي لياتي، يوسف الحربي، شادي هندي، وبشير مغربي أن إنارة المخطط ستقلل من أزمة السكن التي تعاني منها مكةالمكرمة، كون مخططات ولي العهد تضم أكثر من 24 ألف قطعة، والناس يتواجدون كل يوم في المخطط للسؤال عن وصول الخدمات، بل إن الكثير منهم سارع في بناء أرضه وجهزها في انتظار الكهرباء، بل هناك من اشترى مولدا كهربائيا وسكن في منزله، نتيجة لارتفاع أسعار الإيجارات التي تجاوزت 30 ألف ريال في داخل العاصمة المقدسة. الحال التي عبر عنها الملاك في المخطط تعكس الوضع العام، إذ تشهد أسعار الأراضي في مخططات ولي العهد حالة من الركود حيث إن أصحاب الأراضي متمسكون بها في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وفي ذلك يذكر محمد المعطاني أن مخططات ولي العهد ينتظرها مستقبل مشرق لقربها من بوابة ومنتزه مكة الذي سينفذ بجوار البوابة إضافة إلى كبر المساحة، والناس في ترقب وانتظار. وأوضح عضوا للجنة العقارية في غرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة أسامة فرغلي أن تعبيد الأمانة لشوارع مخططات ولي العهد سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار. من جهة أخرى، أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة فضل البار أنه لا تأجيل في إطلاق التيار الكهربائي في مخططات ولي العهد، موضحا أن الأمانة وقعت محاضر مع شركة الكهرباء والتزمت الأخيرة بتوريد التيار الكهربائي إلى المخططات في العام 2011، مشيرا إلى أن الأمانة تولت ملف كهرباء مخططات ولي العهد من خلال تحديد مواقع محطات التوليد التي سيتم إنشاؤها. وقال أمين العاصمة المقدسة إنه تم رفع ملف متكامل إلى وزير المياه والكهرباء للإسراع في إطلاق التيار الكهربائي، نظرا لحاجة مكة الماسة لمخططات جديدة في ظل الفجوة السكانية التي تشهدها حاليا، داعيا شركة الكهرباء إلى الاستفادة من القرض الذي حصلت عليه من مجلس الوزراء بقيمة 15 مليار ريال أخيرا، في إيصال التيار الكهربائي إلى مخططات ولي العهد. واقترح المهندس البار أنه في حال واجهت شركة الكهرباء صعوبة في إطلاق التيار الكهربائي في المخططات بشكل كامل، أن تتولى الشركة إطلاق التيار الكهربائي بشكل تدريجي للعقارات التي شيدت في تلك المخططات بصفة عاجلة. يشار إلى أن مخططات ولي العهد أنشئت في العام 1417ه، إذ تبلغ تسعة مخططات تحوي أكثر من 24 ألف قطعة أرض سكنية.