حاولت كل من شركة الكهرباء وأمانة العاصمة المقدسة تبرئة موقفهما من تأخير انطلاق التيار الكهربائي في مخططات ولي العهد، حيث طلب أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار من الشركة توصيل الخدمة ولو بشكل جزئي في حال عدم استطاعتها إيصالها بشكل كامل، فيما أرجع مدير القطاع الغربي للكهرباء عبد المعين الشيخ السبب إلى عدم وجود مصادر تغذية قريبة من المخططات. وبين مدير شركة الكهرباء للقطاع الغربي أنه تم الرفع لطلب تمويل لإنشاء محطات ضغط عال لمد التيار الكهربائي للمخططات، إضافة إلى تباعد المباني التي شيدت في المخططات عن بعضها بعضا، كما أن عددا كبيرا من المخططات يعاني من عدم اكتمال الخدمات الأخرى. ويأتي تقاذف المسؤولية بين الجهتين في حين تنتظر أكثر من خمسين ألف أسرة منذ 15 عاما، انطلاق التيار الكهربائي في تسعة مخططات شكلت ضاحية جنوبية في مكةالمكرمة، وتحوي أكثر من 25 ألف قطعة أرض، حيث شيد الكثيرون منهم منزل المستقبل وجلسوا على دكة الانتظار أملا في وصول التيار الكهربائي الذي طال انتظاره. وبالعودة لأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار الذي يؤكد توقيع الأمانة محاضر وشركة الكهرباء تحدد مواقع محطات التوليد المنتظر إنشاؤها. وقال أمين العاصمة المقدسة إنه تم رفع ملف متكامل إلى وزير المياه والكهرباء للإسراع في إطلاق التيار الكهربائي نظرا لحاجة مكة الماسة إلى مخططات جديدة في ظل الفجوة السكانية التي تشهدها حاليا، داعيا شركة الكهرباء إلى الاستفادة من القرض الذي حصلت عليه من مجلس الوزراء بقيمة 15 مليار ريال أخيرا، في إيصال التيار الكهربائي إلى مخططات ولي العهد. واقترح البار أنه في حال واجهت شركة الكهرباء صعوبة في إطلاق التيار الكهربائي في المخططات بشكل كامل، أن تتولى الشركة إطلاق التيار الكهربائي بشكل تدريجي للعقارات التي شيدت في تلك المخططات بصفة عاجلة. بدوره، رد مدير شركة الكهرباء في القطاع الغربي المهندس عبد المعين الشيخ أن موضوع إيصال الكهرباء إلى مخططات ولي العهد بين أمانة العاصمة المقدسة ووزارة المياه والكهرباء، حيث تم تشكيل لجنة حددت جزءا من مواقع محطات التحويل والتوزيع في مخططات ولي العهد. وعند سؤاله عن إمكانية إيصال التيار بشكل جزئي إلى المخططات، قال إن الشركة لا تستطيع لعدة أسباب، أبرزها عدم وجود مصادر تغذية كهربائية قريبة من المخططات وذلك ما يجعل إيصال التيار الكهربائي أمرا مستبعدا فنيا، كما أن المباني التي تم بناؤها في المخططات ليست متقاربة بل متباعدة بشكل كبير، إضافة إلى عدم اكتمال الخدمات الأخرى. وتشير مصادر في شركة الكهرباء إلى أن سبب تأخر إطلاق التيار الكهربائي في مخططات ولي العهد يرجع إلى التكلفة العالية، إذ تحتاج إلى إنشاء ثلاث محطات كهربائية تصل كلفتها الإجمالية إلى 300 مليون ريال. وأضافت المصادر «وهذا ما لا تستطيع الشركة تنفيذه حاليا في ظل ما تعانيه من عجز مالي، حيث لن تستطيع الشركة توريد الكهرباء إلى المخططات قبل العام 2015، في حالة توافر اعتمادات مالية».. وأوضحت المصادر أن أمانة العاصمة المقدسة تبنت ملف كهرباء مخططات ولي العهد بتشكيل لجنة من الأمانة وشركة الكهرباء، وتم تحديد مواقع لثلاث محطات كهربائية في مخططات ولي العهد، وتم رفع ذلك للجهات المختصة لاعتمادها. وتفيد المصادر بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية تدرس كافة المنح على مستوى المملكة، ومن ضمنها مخططات ولي العهد، وهدفها رصد الخدمات التي تنقصها ورفعها إلى الجهات المختصة. يشار إلى أن مخططات ولي العهد أنشئت في العام 1417ه، إذ تبلغ تسعة مخططات تحوي أكثر من 24 ألف قطعة أرض سكنية.