جريا على عادته في التميز فقد عودنا الكاتب هاشم الجحدلي من خلال مقالاته بطرح مواضيع تشغل هاجس القارئ. وكنت قد قرأت له في العدد الصادر يوم 10/6/1431ه وتحت عنوان من الإكوادور. ولا أملك بعد قراءتي للمقال إلا أن أضيف أننا فعلا مصابون بهوس الاستهلاك وأنيميا التواكل، فلاتزال معظم احتياجاتنا مستوردة من الخارج رغم تطور التعليم وتحسين مخرجاته ووجود المعاهد وبرامج الابتعاث. ماذا ينقصنا حتى نصنع ما نأكل وما نلبس، في زمن نرى فيه دولا كالهند تصنع كل متطلبات التقدم، السلاح والملابس والسيارات التي أصبحت تجوب شوارعنا .... أين نحن من تلك العزائم ؟ لو تفقد كل منا المحتويات من حوله لوجد العالم كله بين يديه فها أنا ذا أكتب بقلم رصاص ألماني وأستخدم مبراة صينية.. وأكتب على ورق من جنوب إفريقيا وآخر من إندونيسيا. لماذا حتى اليوم لازال تجارنا محجمين عن الاستثمار في صناعة المنتجات الاستهلاكية الأكثر تداولا في المجتمع. إن عملية إنتاج الملح في ظاهرها لغير العارفين من أبسط أنواع الإنتاج لأنها لا توجد فيها عملية تحويل أو تعديل أو زيادة أو نقصان بقدر ما تكون عملية حصول على مادة موجودة كما هي بعد كشف الأتربة عنها. وكما ذكر الأستاذ الجحدلي نملك شواطئ طويلة ورغم ذلك لم نستثمر وجود تلك الإطلالة على البحار لننتج الملح ولازلنا نستورده من أقصى أصقاع الأرض. نتحدث بين الحين والأخر عن الابتكار؟ ونحن لا نراه إلا في صالات عرض يحضرها مسؤولون وكاميرات تصوير ولماذا لا تصبح تلك الابتكارات منتجات؟ والمعلوم أن الابتكارات لا تأتي إلا بعديد من الأبحاث والدراسات. ولكن ليس على طريقة ما قرأته أخيرا (بعد رحلة مكوكية بين أبها والقصيم وعدد من العواصم ... سعودي يتوصل إلى طريقة جديدة لتخزين تمر البرحي). وصفق الكثير ورمى البعض عمامته وعقاله فرحا وابتهاجا بذلك الاكتشاف. وبعد اليقين التام بأننا نستورد كل شيء تقريبا، أتساءل أين الخلل؟ ياسر أحمد اليوبي مستورة