حسبي الله على العاشقين! إذا كنا نغفر للمحبين عشقهم لغيرهم من البشر على اعتبار أن هذه الإصابة خارجة عن الإرادة «كالفيروس».. يتسلل إليك ولا تقوى القبض عليه ثم يصيبك بالحمى والهذيان! وكذلك العشق يقع فيه القوي والضعيف على حد سواء ولا حيلة معه غير السهر والنوح!! فإذا كنا نغفر لمحبي البشر.. ونقول اللهم حوالينا ولا علينا! لأن لا حول لهم ولا قوة! على أي أساس نغفر لمحبي الكراسي عشقهم للمناصب إلى حد التنكر لكل شيء ما قبل المنصب! ولو دعا الأمر إلى التنكر لجلودهم فعلوها ولا يضيع المنصب! العشق واحد لكن اختلف المعشوق! وكلاهما يودي في داهية، وقد تكون عواقبه وخيمة، إلا إذا كان الأول العواطف فيه متبادلة! أما الثاني فلا يمكن قط أن تكون متبادلة! فالكراسي والمناصب تعشق الجالس عليها فقط وسرعان ما تتخلى عنه لو سقط سهوا أو على غفلة أو بقوة يد دفعته من الخلف! ومهما كان الجالس على الكرسي محصنا ضد السقوط فلا بد له من مغادرة! إن لم يكن طوعا .. كرها وإن لم يكن بقوة دافعة فبقوة الموت وهي غالبة! وهكذا الكراسي لا تطيل الأعمار ولا يبقى فيها إنسان! اليوم أنت وغدا آخر! وما أكثر الذين كانوا يعتقدون أن وجودهم على الكرسي ثابت بمادة لاصقة قوية المفعول .. اكتشفوا بعد فوات الأوان أن «اللزق واللصق» انتهت صلاحيته!! والحديث هنا لا يخص المناصب اللامعة فقط التي يقع تحت تأثيرها المحبون!! من الكبار والصغار! إنما وحتى المناصب المنطفئة البريق والتي لا تشع لمعانا عشاقها كثر! نحن عندنا هوس اسمه الإدارة وحب الإدارة وهوس بلفظ المدير أو أخ المدير أو حتى بطانة المدير! فما بالك لو اعتلى اللفظ قليلا وصار مثلا رئيس مجلس إدارة.. أو رئيس شركة.. أو أوووه..!! يعني عشق الكراسي في انتشار مستمر حتى لو كان كرسي في جهة منسية لا يجلس عليه غير صاحبه المهم اسمه مدير! وكثيرون الذين لا يصرحون برغبتهم في الحصول على وظيفة بمسمى مدير أو مديرة إنما لو حصلوا عضوا عليها.. بالنواجذ! وكثيرون يرددون أعوذ بالله مدير لا إن شا الله إنها والله مسؤولية .. مكروهة ومع أول إشارة من بعيد يقفزون ولو على أكتاف غيرهم المهم أن القاعدة عندهم تقول أنا ومن بعدي الطوفان! صديقتي كانت .. أو التي كانت صديقتي.. كانت من أطيب الناس قلبا .. تسلم على من تعرف ومن لا تعرف في المكان الذي تعمل فيه! وكانت تبتسم وتقبل للناس أعذارهم! وكانت ممن لا يحبون المظاهر ولا يدفعون الأثمان في المباخر ثم صارت «مديرة»! غلبها الكرسي بصفاته .. وصارت لا تبتسم لأحد ولا تسلم على أحد وتنظر «المباخر» تعبد لها الطريق إلى المكتب! وليس هذا المهم إنما المهم أننا نفتقر في عالم الوظيفة إلى شيء اسمه الدليل الإرشادي لأخلاقيات المهنة! والسؤال هل تعرفون مديرا لم يغيره الكرسي؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة