لا أحب تهويل المشاكل التافهة، ولازلت أتوقع أن الكثير من المشاكل التي هولها بعض من لهم مصالح كبرى من تهويلها سيركبون موجة أخرى عندما يذيب أهميتها الزمن. دائما تصلني إيميلات تحذر النساء بشكل خاص دون الرجال، ونساء السعودية بشكل أكثر خصوصية، يعتصر قلبي ألما وأتساءل: هل لأننا سعوديات يتم تخويفنا وتحذيرنا بهذه الطريقة غير الإنسانية؟ إيميل مكتوب بعنوان أحمر وكبير، تحذير للنساء السعوديات، فتجد القصة أن صاحب الإيميل من باب الحرص أو الجهل يحذرنا من العمال الذين يقومون بإيصال الطلبات إلى البيوت، يقول المحذر: إن هذه العمالة تقوم ببيع أرقام النساء بمبالغ مالية، تزداد هذه المبالغ إذا كان الرقم مصحوبا بوصف البيت، ثم يبدأ المحذر ذكر بعض القصص من أن أحد هؤلاء العابثين قام بإرسال مسج على جوال امرأة معبرا عن شوقه للقائها مرة أخرى، فقام زوجها بتطليقها فورا، ناصحا النساء بالاتصال من الهاتف الأرضي، أو بجعل رجل يقوم بالاتصال، سواء كان صاحب الرسالة التحذيرية صادقا أم كاذبا، مثل هذه الرسائل تدل على ضعف وضع المرأة في مجتمعنا، كل تحذير اجتماعي ومحظور اجتماعي يصب في تصوير المرأة كضحية لا تملك أية قيمة، مثل شاة بين مئات الذئاب، وكأنه لم يكن في تاريخنا الإسلامي نساء هزمن الكثير من الذئاب المغرضة. أيعقل ألا يحمي المرأة من أن يطلقها زوجها لمجرد أن رسالة أتت على جوالها، مهما كان محتوى الرسالة، أليس الزوج مؤتمنا على زوجته، ومن أوجب مسؤولياته الحؤول دون وقوع مظلمة فادحة عليها؟، أتدفع هي الثمن والمجرم الحقيقي يذهب ليبحث عن ضحية أخرى، ألم يكن مسؤولا أمام الله من أن يتثبت من أن يكون قد ظلم الأنثى (الشاة). مجتمعنا للأسف بصم على ذهنية كل شاب أن الفتاة مذنبة في كل موقف من هذا النوع، ليس هناك طريق في مجتمعنا تسلكه المرأة لتحمي نفسها من مثل هؤلاء العابثين سواء كان زوجا أو غيره، ليس أمام المطلقة عبر مسج أتى على رقم جوالها من عابث غير لم حاجياتها لترحل من جحيم رجل غير مسؤول إلى جحيم أب لن يقبل حتى فكرة الدفاع عنها، أمر محزن، لماذا موقف المرأة في كل قضية لابد أن يكون ضعيفا خاسرا؟. [email protected]