* تحت هذا العنوان رسائل إيميل يتم تبادلها بين السيدات، وربما تُعمم كما وصلتني على بريدي الإلكتروني. وأنا أولاً وبكل الصدق أقول إن من حق كل امرأة أن تفتخر بكونها امرأة، فقد أودع الحق سبحانه وتعالى فيها من المزايا ما لا يملكها نديدها الرجل. كما أعترف وأنا بكامل قواي العقلية والبدنية والنفسية بأن وراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء كل رجل مجرم وفاشل امرأة أيضاً. * من مضامين الرسالة «النسوية»، «المرأة أحلى هدية خص الله بها الرجل». وكوني رجلاً، أقول هذا صحيح ولكن أية هدية؟ فالهدايا كما نعرف قد تكون وردية، كما قد تكون مفخخة، والعياذ بالله. وما يجعل المرأة هدية وردية لا مفخخة هو سلوك المرأة ذاتها تجاه الرجل. فالملاحظ في أيامنا هذه وتحت عناوين وفذلكات وسفسطائيات عدة اقتنعت المرأة بأنها ند للرجل ليس في الحقوق والواجبات كما يفترض، بل نداً بمعنى الخصم، فتحولت إلى خصم شرس تزاحم الرجل وتدفعه، وقد تؤدي به إلى الانتحار. * ولمجرد المثال فالرسالة الإيميلية تقول في بعض مضامينها التشجيعية للمرأة: «عظمة الرجل من عظمة المرأة، وعظمة المرأة من عظمة نفسها» وهذا مثال صارخ على مدى أنانية المرأة، ومزاحمتها للرجل حتى في ادّعاء العظمة الذاتية لها هي وحدها، وظلها الممتد للرجل الذي لا يملك أي تأثير في عظمة المرأة وتفوقها! ومن هكذا نرجسية تتخلق وتتكاثر المشاكل المجتمعية التي لا تؤثر فقط على طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل، بل يمتد تأثيرها السلبي إلى الأسرة والمجتمع بأسره. * وهذه الإشكالية التي بدأنا نستشعرها كثيراً وتتراكم مع الأيام في مجتمعنا السعودي والمتمثلة في حالة التأزم العلاقاتي بين طرفي البناء العام للأسرة والمجتمع، الرجل والمرأة، أحدثت خللاً مخيفاً في الانتظام الطبيعي والسلوكي العام لأفراد المجتمع، حتى تحولت تلك العلاقة إلى خصام وقتال، مثل توم وجيري، مستمر باستمرار اليوم والليلة، وأوجدت كل حالات الطلاق والتفكك الأسري، والازدحام في المحاكم، وأروقة الشرطة، والحقوق المدنية، والأحوال المدنية، والعيادات النفسية، ومكاتب الاستشارات الأسرية. * وبقدر ما اختلف في بعض مضامين الرسالة الإلكترونية كونها تعبر عن نرجسية طاغية، وتدفع إلى مزيد من تأزيم العلاقة ما بين المرأة والرجل، بقدر ما اتفق مع أحد مضامينها الذي يقول: «المرأة نصف الحياة إن احبت زوجها». فحين أحلل ما أعرفه، وما أقرأه من مشكلات أسرية وطلاق، استغرب جداً كيف أن المرأة قبلت أن تعيش في منزل وتحت سقف واحد ولمدة زمنية طويلة وتنجب العديد من الأبناء والبنات، وتطالب بالطلاق والانفصال لأنها لم تشعر في يوم من الأيام بأنها تحب زوجها!.. وأن الشرطية الواردة في المقولة السابقة، تبين أن دور المرأة دور عظيم في تماسك الأسرة وتطور المجتمع وسيرورته بانتظام طبيعي معقول، إذا التزمت هي به، ولكن المؤسف أن عدداً من النساء ولأسباب بعضها مصلحي، تقبل الزواج من هذا أو ذاك وبعد زمن تغير جلدها، وتتحول إلى وحش في صورة طفل وديع تطالب بحقوقها وإنصافها من ظلم الزوج بعد أن أفقرته، وخلخلت قناعاته، وزلزلت استقراره النفسي. * لا أود أن أبدو وكأني عدو للمرأة، ولكن ولإحقاق الحق وترسيخ العدل أقول إن المرأة مثلها مثل الرجل لها من الواجبات كما لها من الحقوق، وأنها مطالبة بأداء واجباتها قبل مطالبتها بحقوقها، ونديتها للرجل ليس في اختلاق المشكلات وتأزيم العلاقة معه، بل مؤازرته ومشاركته مسؤولياته وحينها تصبح عظيمة، ليس في ذاتها، بل مع رجلها وسندها الحقيقي في الحياة، وهذا هو الافتخار الحقيقي.