اختارت منظمة برايل بلا حدود الدولية حسني جميل بوقس من ضمن (20) مشاركا من مختلف دول العالم والشرق الأوسط والمملكة للمشاركة في دورة تدريبية في معهد متخصص لتدريب المكفوفين وضعاف البصر؛ لتنفيذ المشاريع الإنسانية والاجتماعية مع مجموعة مكفوفين وضعاف للبصر من مختلف بلدان العالم. واعتبر حسني بوقس الحاصل على الماجستير من جامعة الملك سعود في الرياض في الإدارة الصحية وإدارة المستشفيات، فقدان جزء من بصره نقطة تحول لخدمة الإعاقة البصرية في المملكة، حيث عايش المكفوفين وضعاف البصر في الكثير من حياتهم اليومية في السنوات الأخيرة. وأضاف «منذ اختلاطي بهذه الفئة وجدت حقيقة مرة، وهي أن المكفوفين وضعاف البصر لا يستطيعون امتهان أية مهنة ما عدا مهنة التدريس في مدارس الدمج أو عامل السنترال أو الرد على المكالمات التلفونية». وأشار إلى أنه بعد البحث عن مهن التي من الممكن للمكفوفين التدرب عليها واتخاذها كمهنة مناسبة لهم، رأى أن مهنة التدليك الاسترخائي من المهن التي يمارسها الكثير من المكفوفين في معظم بلدان العالم المتقدم مثل اليابان والصين وبعض دول شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا، لأن هذه المهنة تعتمد على اللمس والتركيز وهي مهارات يمتلكها المكفوفون وضعاف البصر لدرجة أن دولة كوريا الجنوبية اعتبرت أن مهنة التدليك مهنة لا يمارسها إلا المكفوفون وضعاف البصر، فمنحتهم التراخيص اللازمة لممارسة هذه المهنة بعد إعطائهم دورات متخصصة في هذا المجال، وقد تستغرق أعواما للحصول على الدورات التدريبية ومنعت الإنسان المبصر لامتهان هذه المهنة لأنه قد لا يفسح المجال للمكفوفين الكوريين في مزاولة المهنة فأصبح دستورا ونظاما للبلد. ويواصل بوقس حديثه «نشأت لدي الفكرة في تنفيذ مشروع لتدريب المكفوفين من الجنسين في المملكة في هذا المجال عندما كنت موظفا في إحدى الجمعيات المتخصصة في مجال تدريب وتأهيل العوق البصري، وكان مشروع الفكرة في إنشاء مركز متخصص لتدريب المعوقين بصريا في مجال التدليك الاسترخائي، حيث يمكن تدريب وتأهيل المعوقين بصريا في مهارات التدليك الاسترخائي وبأنواعه المختلفة مثل تدليك الرأس والعنق والقدمين وكامل الجسم باستخدام بعض الزيوت الطبيعية والعطرية». وأكد بوقس على ضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع وخاصة بين المعوقين بصريا بأن مهنة التدليك الاسترخائي مهنة يمكن أن يمارسها الكفيف في كثير من المجالات ويستطيع من خلالها الاندماج في المجتمع، فيمكنه أن يعمل في النوادي الرياضية أو النوادي الصحية أو الفنادق السياحية أو المنتجعات الصحية والسياحية أو المستشفيات والمراكز الطبية أو المستشفيات التأهيلية. وحتى يمكن للكفيف أو ضعيف البصر أن يقوم بفتح عيادة خاصة به أو بها لممارسة المهنة، وأن يأخذ المسؤولين في عين الاعتبار والاهتمام في تسهيل وتنفيذ الفكرة لأنه يمكن أن يفتح مجالات كثيرة لخدمة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن تتبنى هذه المشاريع القطاعات الحكومية والخاصة واعتبارها من إحدى مسؤولياتهم الاجتماعية.