عاد الشعر إلى جمعية الثقافة والفنون في جدة، عبر أمسية دعت إليها لجنة الشعر في الجمعية مساء الثلاثاء الماضي، وأحياها الشاعران خالد قماش وعبد الخالق السلمي. الأمسية التي أقيمت في مقر الجمعية في حي الرحاب في جدة، شهدت حضور نخبة من الشعراء والكتاب وجمهور من متذوقي الشعر الشعبي، وامتزج فيها صوت الناي بالقصائد الشعبية، حيث رافقت تقاسيم العازف مكرم بشه، قصائد الشعراء، مما أضفى جوا رائعا على الأمسية وحفز الشعراء على الإبداع في الإلقاء وتقديم المزيد من القصائد. انطلقت الأمسية بكلمة لمدير الأمسية الزميل سعيد آل منصور، الذي رحب بالشعراء والضيوف باسم مدير الجمعية عبد الله باحطاب، الذي غاب لمشاركته في الأيام الثقافية السعودية في قطر، ولفت آل منصور إلى أن الجمعية من منطلق رسالتها تقيم هذه الأمسية لشعراء لهم تجاربهم الجميلة وعطاءهم الرائع في مجال القصيدة الشعبية، وقال إن الجمعية سوف تستمر على هذا النهج، وتسعد بمشاركة كافة المبدعين من أبناء الوطن. وبدأت الأمسية بقصيدتين اجتماعيتين للشاعر خالد قماش الأولى تحكي قصة طالب مدرسة ومحاكاة معلمه له، ثم انتقل الميكروفون للشاعر عبد الخالق السلمي الذي علق بأنه يطرب لصوت الناي، وأن الناي سيكون دافعا له لتقديم أجمل ما لديه، حيث قدم قصيدتين اجتماعية ووطنية، قال في إحداها: أنا قصة حزينة يا زمان المرجله بالمال أنا اللي ماتت أحلامي بعد وسدتها ذراعي وأنا أغني على غصن الشقا لأهل الفرح يا مال تطيب جروحهم وألا جروحي دكت أضلاعي تردد لي حناجر وين صبرك وين طول البال وردد لي صدى يا مال وش باقي من أوجاعي وعاد الشاعر خالد قماش بقصيدة كتبها بعد وفاة صديقه الشاعر إبراهيم المرحبي، الذي كان مشرفا على صفحات مشارف في صحيفة البلاد ورثاه بقصيدة منها: كنت عارف.. ان ما يبقى بهالدنيا مجازف.. وكنت حالف.. ان ماغيرك يغني.. ل نطعن في داخله مليون عازف ! وانحبست بصوتك الشفاف مثلي.. خايف من بعض ظلي.. هارب من جرح نازف ! غير يكفيني أقول:- «البقيه في حياتك.. يا مشارف !. بعدها طلب عريف الأمسية من الشاعر عبد الخالق السلمي أن يعرج على شعر الغزل، حيث تجاوب السلمي وصدح قائلا: له الله ما ترك لي من هواه إلا صبر وجراح وأنا مدري عن المكتوب واللي صار يكفيني لي الله كان حبه طعنة بأقصى الحشا تجتاح عفت غبر السنين ولا عفا جرحه عن اسنيني له الله ما ترك لي في غيابه خاطر مرتاح ورثت الطعنتين اللي بعين الناس تحكيني واستمرت الأمسية سجالا بين الشاعرين وتنقلا بين أغراض الشعر الوطني والعاطفي والاجتماعي في ثماني جولات يرافقها صوت الناي، الذي منح القصائد بعدا جماليا آخر. واستمرت الأمسية حتى الحادية عشرة ليلا، وفي النهاية طلب مدير الأمسية من الإعلامي سلامة الزيد والشاعرين يوسف الزهراني وعبد الله عبيان تقديم الدروع للمشاركين، وفي الختام تناول الجميع طعام العشاء بهذه المناسبة.