منذ زمن بعيد والأمسيات الشعبية تحمل نفس التفاصيل، لا تكاد يختلف بعضها عن بعض إلا باختلاف شكل مسرح الأمسية، لكن الذي حدث في الأمسية الشعبية التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون خلال الأيام الماضية فتحت الباب أمام القائمين على الأمسيات الشعبية والمهتمين بأمرها للابتكار والتطوير، نجاح الابتكار الذي قامت به الجمعية من خلال إضافة عازف ناي أثناء إلقاء الشعراء قصائدهم كان محور حديث الأوساط الشعبية، وحظي بتفاعل جماهير الأمسية، تفاعل جعلهم طوال الأمسية مشدودين بين الشعر والنغم، العازف المبدع مكرم بشه كان يعزف بطريقة موسيقية فريدة أعطت القصائد الشعرية بعدا روحانيا وعمقا يثبت مهارته في خلق جو راق يليق بالشعر وعشاقه. أطلقت الأمسية أشرعتها بكلمة من سعيد آل منصور الذي رحب خلالها بالشاعرين «خالد قماش، عبدالخالق السلمي» والضيوف، باسم مدير الجمعية عبدالله باحطاب، وشكر لهم إجابتهم دعوة الجمعية، مضيفا أن الجمعية من منطلق رسالتها تقيم هذه الأمسية بين شعراء لهم تجاربهم الجميلة وعطاؤهم الرائع في مجال القصيدة الشعبية، وقال إن الجمعية سوف تستمر على هذا النهج وتسعد بمشاركة كافة المبدعين من أبناء الوطن، ثم بعد ذلك بدأت الأمسية بقصيدتين اجتماعيتين للشاعر خالد قماش؛ الأولى بعنوان «ساري» وهي تحكي قصة طالب مدرسة ومحاكاة معلمه له، ثم انتقل الميكرفون للمبدع عبدالخالق السلمي الذي علق بأنه يطرب لصوت الناي، وأن الناي سيكون دافعا له لتقديم أجمل ما لديه؛ حيث قدم قصيدتين، اجتماعية ووطنية، واستمرت الأمسية سجالا بين الشاعرين ما بين وطني وعاطفي واجتماعي في ثماني جولات، وأنغام صوت الناي تضفي للقصائد بعدا جماليا آخر حتى ال11 ليلا، وفي نهاية الأمسية كرمت الجمعية الشعراء، وفي لفتة جميلة وتقديرا لحضور نخبة من الضيوف طلب من الشاعر والإعلامي سلامة الزيد ويوسف الزهراني وعبدالله عبيان تقديم دروع التكريم للشاعرين، والتقطت الصور التذكارية، بعدها تناول الجميع طعام العشاء بهذه المناسبة.