انتهى الموسم الرياضي على خير وبركة، وقد كان حافلا بالكثير من الإثارة والتحديات، إلى جانب الكثير من الإيجابيات ونسبة محدودة من السلبيات. وقد طارت الطيور بأرزاقها وتوجت الأندية المميزة بالذهب، حيث حصل العميد على أغلى البطولات بعد حصوله على كأس الأبطال في منافسة قوية ومثيرة مع الزعيم، واستحق الهلال أقوى المنافسات واحرازه دوري زين بكل كفاءة بالإضافة إلى كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد. وأما النصر، فقد استطاع أن يؤكد تواجده في الساحة، وحصوله على المركز الثالث في بطولة الأبطال سوف يكون حافزا له لتقديم المزيد، والمتابع يلاحظ بأن هناك عملا وجهدا من قبل إدارة النصر في محاولة جادة لإعداد فريق كرة القدم الإعداد الكامل، وما يدل على ذلك إسناد مهمة التدريب إلى المدرب «زينجا» في وقت مناسب حتى يمكنه تقديم كل ما لديه وإيجاد توليفة وانسجام وترابط مع اللاعبين وتهيئة كل العوامل المناسبة. وأما الشباب، فمن الملاحظ عليه بأنه يعيش في مرحلة استثنائية بسبب غياب بعض النجوم، وما لحق بهم من إصابات ساهمت في التأثير على الخطط الفنية، ويمكن التعويض في مسابقة أندية آسيا، ودخوله دوري الثمانية يؤكد أن هناك نية قوية لدى أبناء الليث وقدرة على العودة إلى الوضع الطبيعي، بشرط محاولة إنهاء بعض الخلافات الشخصية بين بعض النجوم الكبار، وللحقيقة فإن الهلال والشباب يملكان كوكبة من النجوم المؤثرين، ولكن بشرط أن تكون هناك خطة من إدارة الهلال لإعادة الثقة للاعبين وإلا سيحصل لهم هبوط في المعنويات، على غرار ما حدث للعميد عندما خسر بطولة آسيا، وهنا يأتي دور الفاهمين في الأمور الاجتماعية والنفسية، ولكن الآمال كبيرة والتطلعات حاضرة.. وأما السلبيات، التي حدثت كانت متمثلة في موضوع أزمة المنشطات والتي شغلت الشارع الرياضي، وقد رمت بظلالها على عقول النجوم، والأمر يتطلب أخذ الحيطة والحذر؛ لأن هناك اتفاقيات دولية ومراقبة صارمة من «الفيفا» بواسطة كافة الاتحادات، وسوف يكون هناك زيادة في الرقابة وأخذ العينات العشوائية في أوقات مختلفة وعلى المحترفين أن يكونوا أكثر جدية وعدم العبث في هذه الأشياء التي قد تكلفهم الكثير في مجال مستقبلهم الرياضي. ** هناك انتقاد قوي وحاد على الحكام الوطنيين عند إسناد مهمة تحكيم المباريات الهامة، ونحن نعلم وندرك بأن الحكم السعودي حقق نجاحات غير عادية في الخارج، ولكن بسبب الضغوط القوية والبعض منهم لا يستطيع تحمل النقد ولا يمتلك قوة الشخصية في الدفاع عن النفس، وهذا كان له الأثر السلبي على أدائه داخل الملعب، وعلينا منح الثقة لحكامنا وعدم تحميلهم أكثر مما يتحملون «ورضاء الناس غاية لا تدرك»، وعلى لجنة الحكام إيجاد تقارب بين كافة الحكام الدوليين وعمل زيارات ميدانية لكافة الأندية بهدف إزالة بعض الشوائب، وهذا قد يعطي الحكم الوطني المزيد من الدعم والمساندة في مهامه. ** العميد الجديد: حصول العميد على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين جاء في وقت مناسب، بعد أن تنفس الجمهور الاتحادي الصعداء، وتحمل نجوم الاتحاد الأعباء الكبيرة كونهم كانوا في موقف لا يحسدون عليه على طريقة «نكون أو لا نكون»، ولم يكن موجودا في أيدي النمور إلا هذه الورقة، ويعرفون تماما بأن خسارتهم لا قدر الله سوف تسبب آثارا سلبية وخيمة وأبعادا لا يمكن تصورها، ولكن بفضل الله تعالى، ثم بالعزيمة حصل العميد على أغلى وأهم وأسمى البطولات، وبخصوص زيادة أندية دوري زين فقد استقبلها الشارع الرياضي بكل ارتياح، ولكن على المستفيدين من هذا القرار التاريخي معالجة سلبياتهم وتطوير قدراتهم، والاستفادة من أخطائهم السابقة، والأخذ بعين الاعتبار بأن دخولهم دوري زين لن يكون نزهة، بل امتحان صعب عليهم تفهم كل أبعاده. ملاحظة : العبرة في النهاية، والنمور قالوا كلمتهم في الوقت المناسب. [email protected]