لا بد أن تدرك الأندية السعودية المشاركة في تصفيات آسيا بأن عليها واجبات ومسؤوليات عظمى من أجل الأخذ بعين الاعتبار المنافسة الجادة، خاصة أن البطولات المحلية قد عرف سلفا مكان اتجاهها، ودربها، ودولابها من خلال الشواهد على أرض الواقع (والشاطر يعرف)، ولذلك فإن من الواجب أن يتم أخذ الاحتياطات إذا علمنا بأن الأندية الخليجية في كل من قطر والإمارات، ولا ننسى البحرين وعمان والكويت سوف تكون جاهزة وفي وضع أفضل من السابق، وسوف تواجه أنديتنا منافسة جادة وقوية ومثيرة ونحن نأمل ونتطلع بأن تتأهل كافة أنديتنا. ولكن حسب منطق العقل وليس العاطفة، فإن الهلال والشباب قد يكونان في وضع ملائم ومناسب من الناحية الفنية، وأما العميد فلا يزال في مدار «العقدة» وما خلفته من ضياع البطولة الماضية رمى بظلاله على هبوط المعنويات، ولن يكون في نفس الطاقة والحيوية إلا إذا حدثت أمور غير طبيعية انتشلت الفريق من الحالة التي يعيشها بعد ابتعاده عن المسابقات المحلية حتى الآن على أقل تقدير. وعنصر الصحوة ما زال موجودا ولكن يحتاج له عمل كبير، وأما الهلال نادي القرن والذي يعيش مرحلة استقرار إداري وشرفي وفني سوف يكون في حالة «النشوة»، ولديه تطلعات كبيرة للحصول على البطولات الآسيوية والقارية، وهذا ممكن لو استثمر كل الظروف المحيطة، وأما الشباب فلا يزال في عنفوانه وقوته وشبابه، وقد أعد العدة بأن يكون له شأن في بطولة آسيا والاستفادة من السلبيات الماضية. وبخصوص الأهلي من المفروض أن يكون جاهزا من الناحية الفنية للمنافسة الجادة في ظل وجود النجوم الجديدة، بشرط أن يكون المدرب قادرا على تأهيلهم وعليه أن يعمل بهدوء ودون استعجال وعصبية. ومن حسن الطالع أن كافة الأندية السعودية تتعامل مع هذه الأحداث والمسابقات الرياضية بكل «احترافية»، خاصة إذا استطاعت أن تهيئ كل العوامل المساعدة من «الداخل» والتغلب والسيطرة على الأوضاع وعدم التأثر بالأجواء المحيطة. التعامل الواقعي نحن في الخليج نعطي هالة وأهمية كبيرة لكل مدرب ولاعب محترف أجنبي يلتحق داخل أروقة أنديتنا، ونتميز بالاستقبال الحافل والكرم الحاتمي وتقديم الهدايا والعطايا وغير ذلك من الأشياء غير «المنظورة»، وكل شيء فيه مبالغة في التعامل معه في الغالب يعود بآثار سلبية، حتى أن غالبية المعنيين بهذه «الزفة» ولد عندهم «ربكة» ودهشة وتعجب؛ لأنهم يعرفون التوصيف الوظيفي الواجب عليهم، كونهم موظفين لهم وعليهم واجبات وما سوف يقدمونه ما هو إلا واجب تحتمه المسؤولية. وكما يقولون بأن كل حاجة تزيد عن حدها تنقلب إلى ضدها، ونأمل أن يأتي اليوم الذي نصل فيه إلى درجة الوعي في التعامل بهذه الجوانب.. والله الموفق. ملاحظة: العزيمة عندما يوافقها طموح تساعد على النجاح. [email protected]