مر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس بحالة من الهدوء الذي يميل إلى التراجع المتدرج، وهذا متوقع نتيجة الصعود المفاجئ والمبالغ فيه الذي حققه خلال اليومين الماضيين وارتداده من منطقة دعم غير رئيسية، حيث كان من الأفضل أن يأخذ كفايته من الهبوط، خصوصا بعد كسره عدة نقاط دعم جيدة. وجاء التراجع أمس نتيجة تغلب عمليات البيع على قوى الشراء في أغلب فترات الجلسة حيث لم تتجاوز 48 في المائة، إضافة إلى أن السوق من المقرر أن تنهي اليوم تعاملاتها الأسبوعية، ومن الأفضل أن يجري تحديد كثير من ملامحها في الفترة المقبلة قبل حلول الإغلاق الأسبوعي. واستهلت السوق تعاملاتها اليومية على تراجع، وكان قطاع البتروكيماويات يقود الشركات الأكثر تراجعا، ما أعطى انطباعا أوليا على أن الارتداد الذي تحقق خلال الجلستين الماضيتين، هو أقرب إلى الارتداد الوهمي، أو بالأصح ارتداد للمضاربين اليوميين، ولم يحن وقت التعديل، وكان من الأفضل للمضاربين في أسهم معينة التخفيف وترتيب المحفظة من جديد، وكذلك تعني أن السوق غير مستقرة بالنسبة للمستثمر أو السيولة الاستثمارية التي تنوي الدخول مجددا. وأنهى المؤشر العام تعاملاته في الجزء الأول من الجلسة متذبذبا في منطقة محددة بلغ قوامها حوالي 44 نقطة، وسيطر الهدوء إلى حد الملل على أغلب فتراتها، وكان من الواضح أن السوق ما زالت في حالة ترقب وانتظار، وتحتاج إلى خبر إيجابي في الأيام المقبلة، لتعوض به عدم وجود محفزات شخصية لها في الفترة الحالية، ومع بداية الجزء الثاني من الجلسة واجهت السوق ضغطا متزايدا، ما دفعها إلى التراجع والدخول في مسار تحت سقف 6710 نقاط، واستمرت لأكثر من ساعة تداول أسفل منه، وذلك بعد انضمام القطاع المصرفي إلى القطاعات الضاغطة على السوق والمؤشر العام، وارتفاع حدة المضاربة على سهم سابك، ليسجل المؤشر العام قاعا يوميا عند مستوى 6685 نقطة، ومن الإيجابية في حالات الهبوط التي شهدتها السوق، تخلصها من جزء لا بأس به من السيولة الانتهازية، فكلما تناقصت السيولة أو كان تدفقها أكثر هدوءا يكون الأمر إيجابيا. وما زالت الأخبار الصادرة حول الأزمة اليونانية تتوالى، وبالتأكيد سيكون لها تأثير، وذلك يتضح من خلال تعاملات اليورو الذي ما زال متأثرا بفقدان الثقة من الأجواء العامة في منطقته، وتنهي السوق اليوم تعاملاتها بالتزامن مع موعد الإغلاق الأسبوعي لها، والذي اعتادت خلالها السيولة الانتهازية توفير فرص للمضاربة الحامية، فلذلك من الأفضل المضاربة بحذر. وعلى صعيد التعاملات اليومية أغلق المؤشر العام على تراجع وبمقدار 70.90 نقطة أو ما يعادل 1.05 في المائة، ليقف عند مستوى 6689 نقطة، مغلقا في المنطقة السلبية على المدى اليومي، وبحجم سيولة قارب على أربعة مليارات (3،979 مليار ريال ) وبلغت كمية الأسهم المنفذة 160 مليون سهم، ما يقارب 28 مليون من نصيب سهم كيان والإنماء حوالي 24 مليون، ووزعت على أكثر من 90 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 30 شركة بقيادة سهم الصقر وبنسبة 9.62 في المائة، وكان آخر سعر له على 59.25 ريال. وضمت القائمة كل من الأهلية، وصدق والمتحدة للتأمين ووقاية وجرير، فيما تراجعت أسعار أسهم 93 شركة ، جاء سهم استرا في المقدمة، ثم سايكو، والباحة والصحراء وبترو رابغ والفخارية.