ضرب من التنجيم السياسي من يذهب إلى القول إن حكومة نتنياهو بنسيجها الماثل، وسيف الأحزاب اليمينية مسلط على أجندتها، تؤمن بحل الدولتين وبالمفاوضات. ولايخامرها أدنى ارتياب أن الواقع العربي والفلسطيني القائم، وما يكتنفه من انقسامات رأسية وأفقية، يمثل فرصة نموذجية لإحداث تغيير جذري في الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية بخطط استيطانية شيطانية، تحفز الفلسطينيين ومن خلفهم العرب كمحصلة، يرضخون لما تنفحه إسرائيل بأريحية ابن آوى، يقوم على تسهيلات في الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية لا أكثر، وحكم ذاتي مهيمن عليه تحت السيادة الإسرائيلية غير المحددة بزمن، مع ترك حبل غزة على الغارب إلى حين تقبل حماس تطبيق المتاهة نفسها على القطاع. متوالية إسرائيل الالتفافية تتفتق، دائما، من عناصر حارقة، تبدأ بالسعي إلى تجذير أجندة إقليمية تضع المواجهة مع إيران بمثابة الغاية الآنية القصوى، ومن ثم ممارسة حالة انصرافية عن القضية الفلسطينية. والركون إلى أن إدارة الرئيس أوباما من الضعف بمكان ولا تستطيع أن تفرض رؤية بذاتها على تل أبيب، لناحية المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، أو ماهية الحسم المبتغى. وفي ذات التراتبية، يأتي أن العرب لايمتلكون مستشرفات أخرى لمواجهة إسرائيل، إن غسلت يديها من متاهة السلام أو حلزونية المفاوضات، ومبلغ أدواتهم المناوئة هي أن يجتروا ذات خطابات الإدانة المشروخة، مغلفة بمناشدات للمجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته، الأمر الذي يبدو كالبحث عن رأس «العنقاء»، وحتى إن شجبت بعض الدول قرارات الاستيطان الإسرائيلي، فذاك من قبيل المجاملة الدبلوماسية، وعلى استحياء. ثم هناك اللجنة الرباعية الدولية التي لاحول ولاقوة لها لزجر إسرائيل عن مواصلة الاستيطان أو فرض صيغة مفاوضات معينة. وثالثة الأثافي تكمن في أن المنطلق الأساس لأية مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، هو البدء من نقطة الصفر وعدم الاعتداد بأية تفاهمات مسبقة في هذا الصدد، متضمنة خريطة الطريق، بمعنى تغييب أية مرجعيات تحدد توازن القوى، مايضيف ترسا آخر في أسنان المحراث الإسرائيلي. ونتساءل، فقط نتساءل عن ماهية الحبكة المسرحية العبرية هذه الكرة، إذ يبدو المشهد مهترئا وبلا نسيج، والشخوص هلاميين أكثر من ذي قبل. فأي يمين وأي تطرف نستهجنه، حين يكون نتنياهو على سدة الحكم. إن توزيع الأدوار بات عاريا في رابعة النهار، وإلا كيف يكون وزير مثل أفيغدور ليبرمان صامتا راضيا، عن أحاديث نتنياهو حول التجميد المزعوم للاستيطان؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة