في أعقاب ما حدث في محافظة جدة من جراء سيل الأربعاء كتبت مقالا أشرت فيه إلى أن ما حصل فيها سبق حصوله في محافظات تابعة لمنطقة مكةالمكرمة مثل الليث والقنفذة وغيرها قبل خمس سنوات وتضمن مقالي المشار إليه وجوب دراسة أوضاع البنية التحتية لجميع المدن والمحافظات والقرى والأرياف وتنفيذ شبكة كاملة لتصريف السيول حتى بالنسبة للوديان والطرق الرابطة بين المدن والمحافظات لكي لايتكرر ما حصل في أي موقع من هذا الوطن الكبير، ولم أكن حينها أتوقع أو أتخيل أن مدينة ناهضة مثل الرياض يمكن أن تتعرض لبعض المشكلات نتيجة سقوط أمطار غزيرة عليها وهي المدينة التي تعتبر من أفضل مدن المملكة حداثة وتخطيطا واكتمالا لبنيتها التحتية، ولكن واقع الأمر أن الرياض قد نالها شيء مما نال غيرها من أضرار أدت إلى تراكم مياه السيول في عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية وامتلاء بعض الأنفاق بالماء مما عطل الحركة المرورية في جزء كبير من العاصمة وأدى إلى توقف الدراسة والحياة يوما كاملا فيها، ولم تكن الرياض وحدها هي التي عانت من السيول الأخيرة ولكن مدنا ذات طبيعة جبلية مثل الباحة وأبها هي الأخرى تضررت من الأمطار ناهيك عن بعض مناطق تهامة وبعض المحافظات الساحلية. وكل ما ذكر يؤكد وجوب تكوين لجنة عليا تكون مهمتها دراسة مشكلات السيول ووضع ما يحتاجه تصريفها من حلول ليس على مستوى المدينة أو المحافظة ولكن على مستوى البلاد كلها من أقصاها إلى أدناها، لأنه لافائدة من تجزئة شبكات السيول وتنفيذها في مدينة أو محافظة وترك ما بعدها من مدن أو محافظات أخرى أو أرياف أو طرق أو وديان بلا شبكة سيول، وهذا الأمر يستدعي دراسة أوضاع الوديان التي تتجمع فيها السيول وهي في طريقها إلى المناطق السكنية بحيث تكون هناك سدود صغيرة ومتوسطة وكبيرة حسب الحاجة، تحمي المناطق المأهولة بالسكان وكذلك المناطق الصناعية والزراعية من أخطار السيول، وفي ذلك تجميع إيجابي للأمطار لأن تخزينها في السدود المقترحة يرفع من منسوب المياه الجوفية الصالحة للشرب والزراعة خاصة إذا ما اعتني بصيانة السدود وتنظيفها وبنائها في الموقع المناسب وبالطرق الهندسية التي تحميها من الطمي.. ومن المصلحة أن تكون هذه اللجنة العليا بصفة مستعجلة لأن معالجة النتائج وإهمال الأسباب بالنسبة لأي أمر من الأمور لايمكن أن يؤدي إلى المعالجة الصحيحة فليس مقبولا الحديث المطول عما حصل دون معالجة للأسباب التي أدت إليه لنفاجأ بعد سنة أو سنوات بحصول كوارث أخرى جديدة في شوارع المدن والمحافظات التي تضررت من قبل أو في غيرها من المواقع التي سلمت من قبل، ولكنها قد لاتصمد في المستقبل أمام السيول لأنها لاتملك شبكة تصريف للسيول.. والحاصل أن السيول تحتاج إلى حلول، وليس إلى قال ويقول!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة