بغض النظر عما سوف تسفر عنه نتائج التحقيقات التي ستقوم بها اللجنة المكلفة للتحقيق والمحاسبة حول ما حصل في جدة من أضرار بالغة بسبب سيل الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة من عام 1430ه، فان المصلحة العامة تقتضي ملاحظة ما يلي: أولا: إن ما حصل في جدة سبق أن حصل مثله أو قريبا منه خلال السنوات الماضية في محافظة الليث وفي قرى جازان والقنفذة وفي غيرها من القرى والأرياف وفي الطرق الواقعة بين بعض المدن، ولذلك فإن معالجة مأساة مدينة جدة عن طريق التحقيق والمحاسبة والإدانة يجب أن تفعل دائما لضمان عدم تكرار المأساة نفسها في المحافظة نفسها أو في غيرها من المحافظات. ثانيا: إن القاعدة الأساسية للعلاج الشامل أن تتم دراسة احتياجات جميع مدن ومحافظات وقرى وأرياف الوطن، من شبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار، فلا يبقى موقع سكاني أو طريق رابط بين مدينة أو محافظة أو جبل أو سهل أو وادٍ، إلا وتنشأ فيه شبكة تصريف مياه الأمطار أو تجميعها عن طريق بناء السدود في طريقها بما يضمن عدم تجمعها عبر الوديان والشعاب لتهاجم أية قرية أو طريق أو محافظة في طريقها، مع معالجة ما يتصل بإنشاء شبكات صرف صحي متكاملة وشاملة في جميع المناطق الحضرية والقروية، فهناك مئات المدن الفقيرة في العالم الثالث ربما توجد فيها أحياء من الصفيح والقش تغطي معظم مساحاتها، ولكن مع ذلك تتمتع ببنية تحتية كافية لتصريف مياه الأمطار أولا بأول وشبكة أخرى للصرف الصحي فلا يرى فيها على الرغم من فقرها وتأخرها الحضاري ناقلات صفراء تحمل «المجوهرات» الأدمية! عبر الشوارع الرئيسية والفرعية. ثالثا: إن القيام بتنفيذ ما ذكر أعلاه من بنية تحتية على مستوى جميع المدن والمحافظات والقرى والطرق أمر تأخر عشرات السنوات وتسبب في عشرات الكوارث ولم ينفع بعض المدن ما نفذ فيها من «زبرقة» وعمران وتوسع لأنها كالذي يكسو عمارته بالرخام وينسى إنشاء حمام بها أو لا يحسب حسابا للميول وميازيب لتصريف مياه الأمطار ثم يدعي أنه متحضر من العالم الأول، وهذا التأخر يحتم على جهات الاختصاص رصد ما يلزم من أموال ووضعها في أيدٍ نزيهة خبيرة لإكمال البنية التحتية وإلا تكرر ما حصل في مواقع أخرى؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة