إذا جاء فصل الصيف وبدأت الكهرباء في الانقطاع لساعات عن أحياء المدن والمحافظات، وسألت الصحافة المسؤولين في شركة الكهرباء عن أسباب الانقطاع يكون الجواب أنه بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى تسع وأربعين درجة، مما أدى إلى زيادة الحمولة على محطات التوليد وتفجر بعضها، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة أحياء في المدينة أو المحافظة، وهذا التبرير السنوى نسمعه منذ أربعين عاما وليس فيه جديد، لأن درجة الحرارة في الصيف ترتفع في معظم مدن المملكة إلى نحو خمسين درجة، وليس في الأمر مفاجآت لشركة الكهرباء أو للمستهلكين، فإن كان هناك استعداد مبكر لمواجهة الاستهلاك الصيفي للكهرباء، فإن ذلك الاستعداد من الممكن القيام به عمليا في حالة توفر المال والإرادة والتخطيط السليم والحساب الدقيق للاحتياجات الفعلية للسكان من التيار الكهربائي صيفا وشتاء، أما إن اعترض تنفيذ ما ذكر عوائق بيروقراطية أو مالية فلا داعي لتحميل الصيف وحرارته وارتفاع الاستهلاك فيه المسؤولية؛ لأنه ليس أمرا طارئا أو مفاجئا حتى نعتذر به عما حصل من انقطاعات في التيار الكهربائي، بل لا بد من الإشارة بوضوح إلى الأسباب الكامنة وراء الإخفاق في مواجهة الاستهلاك الصيفي من الكهرباء، ليتم معالجة تلك الأسباب إن كان هناك صدق ورغبة في العلاج، وإلا فلا فائدة من تكرار الاسطوانة المعروفة عن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وكأن المتحدث كان يتوقع سقوط الثلوج فيه وتحوله إلى ربيع بديع!، لتبرير انقطاع الكهرباء مع قدوم كل صيف! والأمر نفسه ينطبق على ما يحصل من أضرار بعد سقوط الأمطار على بعض المدن والأرياف، حيث يتم تبرير ما حصل بأنه نتيجة لغزارة الأمطار وارتفاعها إلى كذا «ملم»، مع أن الأمطار هي نفسها وفي الفصل نفسه، سواء كان شتاء أو خريفا، فكيف يأتي من يدعي أنه فوجئ بكمية الأمطار لتبرير ما يحصل من فشل في وسائل تصريفها بما يؤدي إلى تحولها من نعمة إلى نقمة، مع أن المفترض هو الاعتراف بالواقع، وهو وجود قصور في تنفيذ مشاريع لحماية المدن والمحافظات والأرياف من أخطار السيول من سدود وشبكات تصريف ونحوها، بدل تبرير ما يحصل من أضرار بأعذار واهية لا قيمة لها على الإطلاق.. وقس على ذلك أي تبرير يقدم لتفسير قصور حاصل بما يجعل قافلة التطور مجمدة الحركة، مع أن التجمد ضد حركة الحياة وحاجة الأحياء، ولكن هل كل حي.. حي؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة