تباينت آراء أعضاء مجلس الشورى بشأن الحلول اللازمة لأزمة جدة ففي حين طالب البعض باستحداث مزيد من السدود وازالة بعض الاحياء التي تعترض طريق السيول وفتح مزيدمن الانفاق والقنوات للسيول مرورا بالمدينة حتى تصل الى البحر ، طالب آخرون باقامة شبكة تصريف متينة مبنية على أسس هندسية تشرف عليها اكثر من جهة حكومية وتكون ذات اختصاص ومسؤولية . واتفق الاعضاء على ضرورة ان تتولى شركات مؤهلة تنفيذ مشاريع التصريف على اسسس علمية تراعى وضع الاودية والمناسيب الصحيحة وتتلافى الاخطاء السابقة . وقالوا : إن الخيارات المتعددة المطروحة يجب ان تخضع لدراسات معمقة قبل التنفيذ للتأكد من جداوها مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الوضع المستقبلى في ظل النمو السكاني الكبير . المري: التخلص من بحيرة الصرف وإقامة شبكة للأمطار أكد المهندس سالم بن راشد المري نائب رئيس لجنة المياه والمرافق والخدمات العامة بمجلس الشورى ان الحل الانسب للكارثة التي تعرضت لها مدينة جدة هو انشاء شبكة بنية تحتية متنية لتصريف مياه الامطار والسيول وكذلك مياه المجاري ، في اسرع وقت ، مشيرا الى ان التخطيط السليم لمشاريع السيول والامطار سينهي المسألة بعمل انسيابات صحيحية على أسس هندسية مدروسة سليمة . وأوضح ان الدولة لم تقصر في اعطاء امانة منطقة جدة جزء من الميزانية للعمل الدؤوب والجاد ، مبينا ان احد اسباب المشكلة تتمثل في ان اغلب القطاع الخاص الذي اشرف على عمل شبكات الصرف الصحي بمدينة جدة غير مؤهل ، واشار في الوقت نفسه انه يجب قبل البدء في التنفيذ اجراء دراسات مبنية على اسس علمية . وأوضح المهندس سالم المري ان القطاع الخاص الذي سيوكل اليه عمل المشاريع بمدينة جدة يجب ان يكون ذا اختصاص عال وفني لتنفيذ المشروع وبمتابعة واشراف مباشر من إمارة المنطقة حتى لا يتكرر ما لا يحمد عقباه ، مبينا ان التخطيط السليم لأي مشروع سيكون من شأنه النجاح . وأشار الى ان بحيرة المسلك بجدة يجب ان لا تبقى كما هي خاصة وان موقعها الجغرافي لا يسمح لها بالبقاء كما يجب ان يستفاد منها في عمليات اعادة التكرير والتبخير أخضر: الصفا وكافة أحياء شرق الخط السريع تقع على مجاري أودية ريهام المستادي - جدة أكد عضو المجلس البلدي بجدة بسام اخضر ل “المدينة” أن حي الصفا وكافة أحياء شرق الخط السريع تقع على مجاري أودية، لافتاً إلى ان مدينة جدة بها 12وادياً. وأوضح ان حي السامر اصبح من الاحياء غير المرغوبة للسكن بها خاصة وأن كثيرا من سكانه وتحديدا في مخططي التوفيق والسامر3 هجروا منازلهم وعرضوها للبيع للبحث عن سكن بديل في أحياء اخرى بعيدا عن “بحيرة المسك” التي يرون فيها “قنبلة موقوتة” قابلة للانفجار في أي وقت، وهو ما ادى الى انخفاض أسعار العقارات فيه وقلة الطلب عليها. من جهة اخرى طمأن أخضر الاهالي بأن لا خطر حاليا من بحيرة المسك التي تقع على وادي ششنة، مشيراً إلى أنها محمية بثلاثة سدود منها اثنان ترابيان والثالث هو السد الخرساني الاحترازي الذي يجاور حي السامر 3 مباشرة، مؤكداً أنه في حالة حدوث اندفاع لمياه البحيرة فإنها ستسير في مجرى السيل وتفيض على الحي، لكن هذا مستبعد حالياً. الطخيس: إزالة بعض الأحياء ضرورة أكد الدكتور علي بن سعد الطخيس عضو لجنة الخدمات والمرافق العامة بمجلس الشورى ان الحل ليس ببناء مزيد من السدود على المناطق التي تعرضت للسيول ، وإنما في تتبع مسارات الاودية مرورا بالمدينة حتى مصبها في البحر وفتح قنوات للسيل وازالة بعض الاحياء التي تعترض طريقه حتى لايتكرر ما شهدناه من كوارث و مشاهد مروعة. وأشار الطخيس الى وجوب عمل دراسات هيدروليكية وحسابات رياضية لعدم اعتراض طريق مجرى السيل للسنوات القادمة ، ، مشيرا الى ان بناء السدود ليس حلا وحيدا وانما يستفاد من بناء السدود التي تبلغ على مستوى المملكة 250 سدا في أغراض تخزين الماء في بعض الاودية ، وقال ان وزارة المياه تعكف حاليا على بناء 100 سد في جميع مناطق المملكة لتصريف مياه الامطار والسيول و تخزين المياه الجوفية . وأوضح ان تفعيل دور القطاع الخاص للإسهام في اعادة تأهيل الاحياء المتضررة من السيول يتم عن طريق التنسيق بين جميع القطاعات ذات العلاقة المعنية وعمل الدراسات التي تتناول جميع الجوانب المتعلقة بتصريف مياه الامطار والسيول وبالتالي يجب وضع ضمانات لعدم تكرار الكوارث. وحول وضع بحيرة المسك يرى أن الحل لها هو تخفيف حجم البحيرة في الوقت الراهن من خلال فتح قنوات تصريف لمياهها من الناحية الشرقيةالجنوبية. حيث توجد مساحات كبيرة من الأرض الفضاء المنخفضة من ناحية شرق جنوب البحيرة، يمكن أن تستوعب ما يتراوح بين 12 و 15 مليون طن من المياه في حال أوجدت قنوات تصريف إليها. النقادي: إزالة المباني المعترضة طريق السيول أكد عضو مجلس الشورى وعضو لجنة المرافق العامة المهندس محمد بن حامد النقادي ضرورة إجراء دراسة بين ازالة المباني المتضررة من آثار السيول وبين بناء مزيد من السدود لحجز المياه والقبول بالمقترح الاقل سلبيات واضرار على جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية . وأشار ان مشعر منى معرض اكثر من مدينة جدة للكارثة اذا ما سقطت عليه الامطار والسيول ، منوّها انه يقع في بطن الاودية لكثرة الجبال التي تغطيه من الداخل ولكنها قد تكون في تصريف المياه افضل من مدينة جدة لعدم اعتراض طريق السيول أي شيء آخر ، وأشار النقادي الى انه يجب سرعة تنفيذ الدراسات الملائمة حول مدينة جدة وايضا دراسة بحيرة المسك التي تقع بوادي عسلان.كما يجب أن تكون هناك إجراءات سريعة بفتح جميع مجاري وقنوات السيول وازالة جميع مايعيقها او يعترض طريقها في أقصى سرعة حتى من مبان واحياء سكنية ، كما يجب إيجاد حل جذري لمشكلة بحيرة المسك وإغلاقها نهائيا لأنها تمثل الخطر القادم لا محالة لمدينة جدة. وأكد ان مدينة جدة حسب الدراسات واقعة في منطقة منخفضة طبيعيا ويحدها من الشرق مجموعة من الجبال والاودية التي تعمل على تجميع المياه الهاطلة من الأمطار وبالتالي جرها باتجاه البحر وتحديدا عبر مدينة جدة، وأوضح انه يجب عدم اعتراض طريق السيول والامطار وفتح قنوات كبيرة لها حتى تصل الى البحر بسلام ، منوّها ان بعض المناطق بجدة منخفضة ويجب تنفيذ شبكة تصريف على مستوى عال من التقنية بعد دراستها دراسة مستفيضة وتقديمها للجهات ذات الاختصاص للبدء فورا بتنفيذ المشروع لإحدى الشركات ذات التقنية العالية. واشار الى ان المعالجة الامثل للسيول التي لحقت بمدينة جدة تكمن في عمل دراسات قبل التفكير في أي حل آخر ، لتجنب وقوع كوارث أخرى .