أكد الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بجدة أن السد الاحترازي لحي أم الخير يحتاج إلى إعادة إصلاح بشكل فني وهندسي مدروس مع الأخذ بالاعتبار إنشاء ووجود قنوات تصريف ملائمة تمنع من تكدس المياه خلف السد وعدم دخوله إلى المخطط والأحياء خلفه وأوضح أن الساحل الغربي مهدد بالغرق بمياه الأمطار والسيول لعدم وجود مشروعات لتصريف المياه مشيرًا أن جدة تحتضن 12 واديًا جميعها في خطر الغرق. وحول مشروعات السدود التي اقترحتها هيئة المساحة الجيوولجية قال د.نواب إنها تعتبر من المشروعات غير العاجلة وأنها ليست بدعة ابتدعتها هيئة المساحة الجيوولجية، مشيرًا أنهم قبضوا مقابل تلك الدراسات مبلغ لم يتجاوز ال1، 700 مليون فقط. جاء ذلك في حواره مع المدينة فإلى نص الحوار انهيار أم الخير **نبدأ من أنهيار السد الاحترازي كيف ترى ذلك الانهيار، وما هي الحلول؟ في الحقيقة كارثة حي أم الخير كبيرة وأول مرة أشاهد انعزال شمال جدة عن جنوبها، فالسد الاحترازي لحي أم الخير يعتبر من السدود القديمة والتي لم تساهم في بناءها أمانة محافظة جدة ولا هيئة المساحة الجيوولجية، وانهيار السد كان وراءه عدة أسباب أهمها تدفق السيول عدة مرات على السد مما نتج عنها بعض التآكلات، حيث أشير هنا إلى اعتزام أمانة جدة قبل حدوث الكارثة الأخيرة بفترة بسيطة بإصلاح فتحة بالسد وتوسعته، لتصريف مياه الأمطار بشكل ملاءم، لكن سرعان ما تبدلت تلك الأمنيات، فالأمطار هطلت بشكل غزير وتدفقت السيول إلى السد وخرجت من القناة الموسعة به، وتسببت في تآكل أجزاء السد وانهياره، كذلك في تآكل الأرضية الترابية وطبقات الإسمنت بالسد، وأصبحت من خلاله المشكلة كبيرة، وأعتقد هنا أنه يمكن إصلاح الوضع والإبقاء على مخطط أم الخير وعدم إزالته وتخفيف الضرر عنها، حيث إنه من الممكن إعادة إصلاح وبناء السد بمواصفات هندسية وفنية مدروسة وتأهيله مجددًا، مع الأخذ بالاعتبار إنشاء ووجود قنوات تصريف ملائمة، التي تمنع من تكدس المياه خلف السد وعدم دخوله إلى المخطط والأحياء خلفه. ليس حلًا ** هناك من يرى بأن إزالة مخطط أم الخير أحد الحلول لمخاطر السيول عن المنطقة؟ * لا أعتقد ذلك فإصلاح السدود وتأهيلها أجدى من إزالة الحي، وما نراه من تذمر لأهالي المخطط في كون أن المبالغ المالية التي يحصلون عليها جراء إزالة منازلهم لا تفي بالحصول على مساكن أخرى لهم في شمال جدة، نظرًا لاختلاف الأسعار ومواد البناء، بالمحافظة يمثل أحد المظاهر الناتجة عن فكرة الإزالة لكنها لا تعتبر حلا. ** قمتم بإنشاء دراسات مؤخرا لحماية شرق جدة من مخاطر مياه الأمطار والسيول، إلى أي مدى ترى أهمية تلك الدراسات؟ * مبدأ إنشاء السدود شرق جدة ليست بدعة ابتدعتها هيئة المساحة الجيولوجية، فهي مطبقة في جميع دول العالم، وأؤكد لكم أنه إذا نفذت السدود بالمواصفات والمعايير الهندسية والعلمية المطلوبة، فإنه بإذن الله ستكون خط دفاع أولي لمحافظة جدة من مياه الأمطار والسيول، فنحن نرى أن هناك من يحب ويكره فكرة إنشاء السدود لكن لا بد أن ننظر للمصلحة العامة لبقية المواطنين بالأحياء شرق جدة، فسيشكل كل سد بحيرة خلفه، وتستوعب من خلالها هذه البحيرات كميات كبيرة من المياه، فأعتقد أنه أي منزل يقع في حوض البحيرة لا بد من إزالته وتعويض صاحبه، ولو أردنا الحساب وأخذنا عدد الإزالات التي ستكون شرق المحافظة فإنها ستكون ضئيلة جدًا مقارنة بعدد المنازل الأخرى التي ستحميها السدود من فيضانات المياه، كذلك بالنسبة للطرق والشوارع والمحلات التجارية وأحب أن أؤكد لكم أن السدود ال5 التي اقترحتها هيئة المساحة الجيولوجية لا تعتبر ضمن الحلول العاجلة لتصريف مياه الأمطار والسيول عن شرق جدة، ولكنها تعتبر كالمثل الذي يقول " رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة"، فأعتقد أن هذه السدود الخمسة ستكون بداية مشروعات تصريف مياه الأمطار بمحافظة جدة. أضرار كبيرة **كيف ترى حجم أضرار المناطق المنكوبة في كارثة جدة الأخيرة وما مدى حجم الخطر المشكل والمهدد على بقية أحياء جدة؟ * أوضاع المناطق التي تضررت محزنة وصعبة، فلا بد من تخفيف من معاناة الناس بسحب المياه من داخل الأحياء المتضررة، بأسرع وقت ممكن وتنظيفها من جديد وتأهيلها من جديد وأعتقد أن جدة بحاجة إلى شبكة لتصريف مياه الأمطار ولكن إذا اعتمدت لها المبالغ اللازمة فإن المسؤولين باستطاعتهم إنجاز تلك المشروعات خلال فترة سنة أو سنتين، فلو نظرنا لحقيقة الكارثة للمناطق التي تضررت في كارثة الأربعاء الماضي، فإن السيول تدفقت من خلال عدة أودية "بني مالك، مريخ، قوس، أم حبلين”، فهذه الأودية إذا هطلت عليها الأمطار بشكل غزير فإنها ستسيل وتتدفق فورًا على الأحياء الواقعة في بطنها، وأحب أن أفسر هنا أسباب المشكلة التي ألحقت الضرر بالأحياء المنكوبة أنه لم يتم مراعاة تصريف مياه الأمطار والسيول بها والميول من قبل الجهات المتخصصة سابقًا، فالكثير من هذه المخططات العشوائية أصبحت مستنقعات مائية، فالأحياء هذه لا زالت مليئة بمياه الأمطار، ولكن أعتقد أنه مستقبلًا في ظل هذه الكوارث التي حدثتت فأنه الجهات المعنية ستأذ بعين الاعتبار مراعاة تصريف مياه الأمطار والسيول في المخططات التي تريد أن تنشأها. دراسات لدرء المخاطر * هل هناك توجه من قبل هيئة المساحة الجيوولجية لإنشاء دراسات جديدة عن المواقع التي تضررت في كارثة السيول الأخيرة كالتي أجريتموها شرق جدة لا مانع لدينا في القيام بإجراء دراسات في المناطق التي تضررت في كارثة جدة الأخيرة وتقديم اقتراحات تتضمن درء المخاطر عنها، ولكن في حال إذا طلبت الجهات المعنية منا تنفيذ ذلك، لأنه بالواقع هيئة المساحة لديها دراسات أخرى ليست ببسيطة وتغطي من خلالها كافة أجراء المملكة بمساحة 2 مليون كليو م2، والتي الهدف الأساسي منها المسح الجيولوجي والتنقيب عن الثروات المعدنية بالإضافة إلى دراسة المخاطر الجيولوجية بمختلف أنواعها بما في ذلك النشاط الزلزالي والهزات الأرضية وشبكة الرصد والانزلاقات الأرضية ومياه الأمطار والسيول، فمهامنا كبيرة جدًا ومتعددة ولا نستطيع أن نحيد عنها دراسة جديدة * لو طلبت أمانة جدة منكم تقديم دراسة لدرء مخاطر السيول عن المناطق المتضررة، ما هي الاقتراحات التي ستقدمها المساحة لدرء مخاطر السيول؟ لا أستطيع أن أتنبأ بأي إقتراح قبل أن نقوم بإجراء دراسة على المواقع المتضررة وتحليل المعلومات والبيانات، والقيام بزيارة ميدانية للمختصين بالهيئة، وبعدها نستطيع أن أجيب على هذا السؤال وتقديم التوصيات والاقتراحات. *هل تشكل بقية المناطق بمحافظة جدة خطرًا على بقية الأحياء؟ نعم جميع المناطق والأحياء بجدة تصب في مرمى مجاري السيول في الأودية ال12 بجدة، وهي معرضة لخطر السيول في حال هطلت أمطار غزيرة كالتي تسببت في كارثة لجدة مرتين متتاليتين، ولا أخفيكم جميع المدن والمناطق التي على امتداد الساحل الغربي للمملكة من شماله إلى جنوبه ك" جدة، ينبع، رابغ، ثول القنفذه، الليث، جازان" مهدده بالغرق لعدم وجود مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول بها، والمدن تقع أسفل جبال السروات التي تسيل منها الأودية دائمًا في حال هطول أمطار غزيرة. وأعتقد أن الحلول لتصريف مياه الأمطار والسيول التي ستتخذ في جدة، يمكن أن يتم اتخاذها في بقية المناطق الساحلية المذكورة كذلك، من إنشاء السدود وشبكات تصريف المياه. حلول الاحترازي * تسببت مياه الأمطار مؤخرًا، في حدوث تسربات في السد الاحترازي لحي السامر، كيف ترى تلك التسربات، وهل تعتقد أن هناك حلولًا لها؟ تسربات السد الاحترازي لحي السامر خطيرة كما يجب معالجة وإعادة تأهيل السد من قبل الجهات المعنية مجددًا قبل أن تتفاقم مشكلته ويعم الضرر وتسبب في حدوث خطر إضافي على الأحياء المجاورة له.أما بالنسبة للحلول فلا بد من توجه فريق مختص من الهيئة في حال طلب منها ذلك لدرسة الموقع وأخذ التقارير العلمية بشكل واضح، وسأجيب على هذا السؤال حينها. المبالغ المالية * هناك من يتهم هيئة المساحة في كونها تسعى للحصول على المبالغ المالية مقابل عدم الاهتمام بالدراسات العلمية التي تقوم بإجرائها؟ هذا غير صحيح إطلاقا، فنحن قمنا بإجراء الدراسة مؤخرًا على شرق جدة على وادي قوس ووادي مثوب بالاشتراك مع جامعة الملك عبدالعزيز، حيث قدمنا دراسات علمية موثوقة ومكثفة والتي أوصت بإنشاء 5 سدود خلف الأودية التي تسببت في ضرر الأحياء بشرق جدة، فهل تتصور أننا حصلنا على تكلفة مالية ضئيلة جدًا مقابل تلك الدراسات حيث قبضنا 1، 700 مليون ريال فقط، ونحن لا نستفيد من تلك الأموال فنحن نقوم بصرف مبلغ منها على قدر الإعمال التي تقوم الهيئة بتنفيذها ضمن خططها السنوية الاستاد الرياضي * هناك من المختصين من يقول بأن موقع الأستاد الرياضي معرض للخطر، ما مدى صحة ذلك؟ بالنسبة للاستاد الرياضي قامت شركة أرامكو مؤخرًا، بإجراء دراسة وقدمت خلالها كافة الاحترازات للموقع، فالأستاد يقع على طريق وادٍ وليس في الوادي عينه. × ما هي أبرز المشروعات التي ستقدمونها قريبًا؟ هناك مشروع الانهيارات الصخرية في منطقة جازان والتي سنقوم بالانتهاء منه بشهر رمضان القادم وقد شمل دراسة على جبال فيفا ووضعها، كذلك لدينا برامج مسحية نقوم بتنفيذها ضمن النشاط السنوي تختص بتنقيب الثروات المعدنية في مواقع مختلفة بشمال ووسط المملكة في عدة جبال “أم البرك، جبل طوال، الحمراء” وعدد آخر من المواقع.