عندما تعاملت مشاعرنا وآذاننا ونحن يافعون مرتبطون بالإذاعة، كان صوت الإذاعي محمد الشعلان دليلا لأسماعنا يقودنا للتعامل مع الإذاعة. فهو ذلك الصوت الإخباري الأكثر رصانة.. وهو الصوت المثقف الذي قدم برامج أدبية ووجدانية لها علاقة بالقلب وشغافه. كم كان يسعدنا وهو يقدم برنامجه الشهير «البث المباشر» الذي كنت تستمع عبره إلى مذيع مثقل بالثقافة المطلوبة في الإعلامي العربي الذي أصبح قليلا وجوده اليوم. محمد الشعلان قامة إذاعية وصوت مميز يتناغم معك وأنت تتناول إحساسه وليس مجرد الصوت.. تمنينا كثيرا أن يعوض خلال سنوات ال20 التي غيبه الموت فيها. نحن من جيل تربى على عطاء الكبار في كل شيء، وكم أتمنى لو تعلمت هذه الأصوات التي نسمعها اليوم في الإذاعة كم هو الجهد الذي بذله الرواد في صناعة هذا المجد الذي طوق أعناق المتلقي المحلي لوسائل الإعلام، ليس ليمتعونا فقط بل ليخدموا أنفسهم وأسماءهم ليكون لهم بعض الخلود وليس كله وهذا يكفي. أخيرا، لا أستطيع إضافة إلا أن أقول علينا أن نترحم على كبارنا وروادنا في مجالات الثقافة والإعلام التي خاض فيها كبار في حجم الشعلان ومطلق الذيابي ومحمد خطاب ومحمد أحمد صبيحي وبدر كريم وماجد الشبل وغالب كامل والإعلامي العربي سامي عودة وإبراهيم الراشد وغيرهم.