البارحة، شد انتباهي الزيارة الأبوية الحانية للتوائم من ملك الإنسانية، تدفقت منها تيارات العطاء الأبوي النبيل، وهو ما يبعث التفاؤل لطرح بعض ما يردني من رسائل يسكنها حزن لا يمكن تلاشيه دون تحرك صادق للاحتواء الحقيقي لملف البطالة، لهذا الوطن عينان في مسألة البطالة نعول عليهما بلا حدود؛ مليكنا الغالي عين والأخرى رجاله المخلصون ومن اختارهم لحمل الأمانة، وأعلم أن كل مواطن بمن في ذلك الخريجات والخريجين المطالبين بحقهم في التعيين مسكوبون بين أهداب وطن مزون الأمل يجب ألا تنضب منه. كتب خريج في رسالته: كم كانت أحلامنا كبيرة وفرحتنا عظيمة بتخرجنا، لم نعلم أن أحضان البطالة أكرم من الوزارات التي تعهدت بتعيننا، كانت فرحة أمي عظيمة بتخرجي وهي ترسم لي طريق السعادة وتقول: الآن أخطب لك من؟ (وهي مبتسمة)، لا تدري أن لي مع الحزن عهدا وميثاقا خلف أبواب الطموحات هناك حيث الألم دون الأمل، بكينا بصوت حتى تلاشى ذلك الصوت، اليوم نموت بلا موت ونرى شمعة حياتنا أمامنا تحترق ومعها الأحلام، أحدهم أتى لي بوظيفة في دولة خليجية كمعلم رفضت بشدة لأن وطني أولى بي وبكل خريج، «السجين خلف أبواب البطالة خريج كلية المعلمين ممن دخل عام 25 ووعدوني بالتعيين بعد الحصر في الرياض ويبدو أني سأظل عاطلا».! وتقول خريجة من تخصص يفترض أنه مهم: تسعة أعوام من المعاناة والتقديم ولم أحصل على وظيفة حتى لو كانت في غير تخصصي!!، بدخولي جامعة الملك سعود، كلية العلوم، قسم كيمياء حيوية، كنت في قمة الطموح والنجاح، بعد التخرج؛ إحساس الصدمة مصيري، وزارة الصحة أوقفت توظيف خريجي الكيمياء الحيوية عام 1421ه، وزارة الخدمة المدنية ترفض توظيفنا بحجة أنه لا علاقة لها بنا وليس لنا تصنيف وظيفي لديها حتى الآن. وتشرح: الخريجون الشباب من هذا التخصص قدموا تظلما في ديوان المظالم واستمرت القضية فترة طويلة في النهاية خسروا، وفهمنا نحن البنات أنه ليس لنا مستقبل ولا حتى بارقة أمل في الحلول، لم تبق جهة لم أبحث فيها عن عمل، الطامة الكبرى أنني الآن متزوجة وأم لطفلين وحالتنا المادية صعبة جدا وزوجي يعمل في قطاع خاص براتب ضعيف لا يغطي احتياجاتنا، أكتب لك وأنا أنتحب لفرط الإحساس بالقهر، ولو كنت موظفة ما عانيت هذه الظروف القاسية، أليس من حقي أن أعيش حياة كريمة وأنا مواطنة ولدي شهادة (كنت) أفتخر بها، وسؤالي للمسؤولين إذا لم يكن لهذا القسم مستقبل، لماذا لا يلغى حتى لا تتكدس مخرجاته وتتكرر المعاناة مع المئات؟. انتهى. هذا ما يحدث لهم في معتقل البطالة وما يكابدون ليخرجوا منه، أزهق الانتظار زهرة شبابهم وتدك جيوش الأسئلة الحائرة أبوابهم وأبواب محاولات فهمنا ماذا بعد مرحلة ندرة الوظائف، ماذا ينتظرنا..؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة