(من جد هجد ومن زرع قعد).. هكذا يجب أن تكون صيغة المثل الشهير بعد التغيرات الكثيرة التي طرأت على حياتنا وأظن أن أكثر الناس ترحيبا بهذا التحوير للمثل هم الخريجون والخريجات الذين ضاقت بهم السبل وتأقلموا مع الفراغ وعقدوا صداقة وثيقة مع البطالة دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل تخرجهم من حالة الجمود سوى بعض العروض البهلوانية المضحكة لوظائف طباخ أو عاملة منزلية وهي رغم بؤسها غير موجودة على أرض الواقع!. أحيانا تبدو لي أوضاع الخريجين والخريجات مثل مشهد من برنامج الكاميرا الخفية!، حيث يضطر الخريج بعد المقلب الساخن الذي شربه طوال سنوات الدراسة إلى الابتسام للكاميرا وعيناه تحبسان الدموع وقلبه يخبئ الحسرة!. في كل مرة تقول المؤسسات التعليمية للخريجين والخريجات أن تخصصاتهم غير مناسبة ثم تعلن عن تخصصات جديدة للطلاب الجدد، ومثلما يتم تغيير المقالب في برامج الكاميرا الخفية يتم تغيير التخصصات وابتكار عناوين جديدة للطلاب الجدد الذين يريدون بالطبع تحاشي المطبات والحفر التي وقع فيها من سبقهم. ومن هذه التخصصات المبتكرة: (مسار اللغة العربية) فهو مسار لا يسير!.. تم اختراعه قبل سنوات قليلة في 7 كليات للمعلمين مع وجود نوايا لنشره في جميع الكليات، واليوم تعاني الدفعة الأولى من خريجي هذا التخصص من شبح التجميد الدائم، تخيلوا تخصص يتم ابتكاره قبل أربع سنوات فقط لوجود حاجة له ثم يتم توجيه الطلاب إليه باعتبار أن وظائفه مضمونة باعتبارهم الدفعة الأولى التي سوف تسبق بقية الدفعات قبل تدفقها من مختلف الكليات وحين ينهي الطالب (مسار اللغة العربية) ويحمل شهادته ويتجه لوزارة الخدمة المدنية (بص.. شوف الكاميرا اللي هناك!.. أنت كنت معانا في برنامج مسار اللغة العربية). مسار اللغة العربية ليس هو المسار الوحيد المتوقف بل كل المسارات (سكة سد)!، فخريجو وخريجات اللغة الإنجليزية لم يجدوا وظائف رغم الحاجة إلى (مسارهم) في التعليم والصحة وكذلك الحال مع خريجي وخريجات العلوم الصحية على اختلافها (..ولا تهون الكيمياء الحيوية)، وهكذا لا نقول إلا ما تقوله زكية زكريا حين تسأل ضحية مقلبها الساخن: (أيه رأيك.. نزيع؟!). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة