مثل كل المجتمعات نعيش تناقضات وعاهات أخلاقية لا نعترف بها، وأكثر من يعانون تكبرا وغطرسة ربما يعتبرون ذواتهم العقلاء ومن يملكون حق احتكار الإحساس بفهم ومعرفة معاناة بسطاء المجتمع وهم حتى لو علموا بها لن يتحركوا لأنهم غلاظ القلوب قساة. مجتمعنا قاس لأن الوقاحة تصل مرحلة الاعتراف بحجم بطالة النساء مع عدم إيجاد حلول والنهوض بمرارة الواقع وإحداث نقلة، هناك إصرار على عدم تطبيق قرارات مجلس وزراء (دولة) يكبدنا الكثير من الخسائر!!، مجتمعنا قاس لأنه أكثر المجتمعات ادعاء أن الأنثى درة مصونة والبعض يهينها ويصر على حرمانها من حق الكرامة والعمل الشريف وتحقيق الذات. تقول من رمزت لنفسها ب(ص.ف من جدة): أنا فتاة تجاوزت الثلاثين، لم أتزوج حاصلة على بكالوريوس تخصص «تغذية وعلوم أطعمة» حلمت بوظيفة مرموقة لما أحمل من شهادة، وتبخرت أحلامي، عملت بعد أن تخرجت موظفة استقبال بمرتب 800 ريال ولجهدي وأمانتي وصلت إلى 1500 ريال، ولكن هناك أشباه رجال كل يوم تزيد شهواتهم الحيوانية ويحاولون استغلال أي فتاة يعلمون حاجتها للمال، ولخشيتي على شرفي ضحيت بهذا المرتب الذي كنت أحلم به ثم تدهورت نفسيتي لصعوبة الحصول على المال الذي هو عماد الحياة، حصلت على وظيفة بائعة في شركة مقاصف مدرسية بمرتب 900 ريال ينقص منها أيام الإجازات والعجز الذي ربما يحصل وليس لي يد فيه وينقرض في نهاية الشهر ليتحول 600 ريال، تحملت في سبيل الحصول على لقمة الحلال، لكن طاقتي البشرية محدودة وعدد طالبات المدرسة كبير جدا، أحمل أربعين كرتون عصير يوميا بمفردي مع البيع ل600 طالبة في فترة 30 دقيقة! لم أستطع التحمل وتأملت في الحصول على الأفضل بما أملك من شهادة، للأسف تقدمت لذوي مناصب بإمكانهم مساعدتي وواجهتني مأساة أنهم يريدون المقابل من شرفي، لا أعتقد بأنك ستستغربين ذلك، لأن كثيرا من فتيات اليوم مع ظروف الحياة الصعبة وحاجتهن للمال ينكسرن لذلك، لا أنكر أنني كدت أنحرف، ولخوفي من الله تراجعت، ماذا أفعل وأنا في أشد الحاجة للمال وأنا بهذا العمر ولا وظيفة ولا زوج، ولماذا بعض الرجال من أعطاهم الله المال والمنصب يفكرون بجسد المرأة وكأن الحياة دائمة لهم؟ الفتيات أمثالي من لهم بعد الله في هذا الواقع القاسي المخيف.! انتهى. وقفة تلفتوا من حولكم.. ترى كم (ص.ف) بيننا تكابد من أجل عفتها وحقها في العمل الشريف وتغلق الأبواب أمامها، لا أقدم نصائح أنقل نبض وأنين البسطاء، سيظل هناك ألوف الفتيات يتشابهن مع هذه الحالة يغض الطرف عن تدهور أحوالهن الإنسانية والنفسية والمادية، ولا أفهم أين الفخر بإعلان معدلات البطالة إذا كان ليس إعلانا لاحتواء أزمة فهو لذر الملح على حروق البسطاء والمحرومين من حق العمل الشريف بدون قهر وتعنت [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة