مقالات الأسبوع الماضي عن معاناة الخريجين مع البطالة وتجاوب الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم مشكورا على التفاعل القياسي والسريع فتحت لنا نافذة تطل على معاناة المسؤولين عن توظيف كل هذه الأعداد المهولة، ولنرى مخرجات التعليم كيف تكابد ليس فقط شريحة كليات المعلمين من الدفعة المنكوبة 27، 28 بل ابتعدنا كثيرا وصولا إلى المئات من أجيال من العاطلين عرفت الغبن وتصادقت معه، لأن لدينا وزارة تخطيط وخططا تنموية وجهات أخرى ليس على قائمة همومها مراقبة الأداء وتقييمه وتقويمه وتفادي الأخطاء وإدارة أزمة مخرجات التعليم الخانقة. ما تراكم بالأمس واليوم نعيش جحيمه، سيتحول غدا إلى حمم بركانية حارقة لن نسلم منها وستطالنا تداعياتها، وجميعنا مسؤولون عنها وما حدث لمخرجات التعليم من تعثر وسقوط مريع في فجوة مواءمة التخصصات مع متطلبات سوق العمل، وهواجس السعودة وتغلغل وحش «العمالة الأجنبية» هو نتاج أداء أقل ما يقال عنه إنه متدن في بعض الأجهزة الحكومية ويسير عكس تيار تطلعاتنا قيادة وشعبا، ماحدث ويحدث من تكدس للخريجين في منازلنا خطأ في حق المجتمع واستحقاقاته وهو مخالفة صريحة لما ورد في المادتين 22 و 28 من النظام الأساسي للحكم القاضية بأنه: «يتم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق خطة علمية عادلة، تيسر الدولة مجالات العمل لكل قادر عليه».. أين الخطة العلمية يا وزاراتنا الموقرة، وأين العدالة في بقاء ألوف الخريجين تغتالهم أنياب الفقر وطول الانتظار وقلة الحيلة ياوزارة التخطيط، الخدمة المدنية، والعمل..؟! لايوجد أزمة في العالم تنفرج ذاتيا أزمتنا مع بطالة الخريجين ستتفاقم إذا لم يخطط لاحتوائها.! كأنهم لا يعلمون أن معادلة البطالة تعني حرق المراحل في انهيار الطبقة المتوسطة، وارتفاع معدلات الجريمة والعنف الأسري والأمراض النفسية وكلمة انتحار أصبحت تتدفق إلى بريدي الإلكتروني متشابكة مع كلمة بطالة.! سؤال بحجم هذا الإحساس الموغل في العجز.. لماذا: قهر الرجال بالبطالة.! وتحنيطهم على مقاعد الانتظار في زمن التصريحات والوعود الرنانة..؟، صحيح مازال هناك أمل ولا تزال قصائد مثل «فوق هام السحب، ارفع راسك أنت سعودي»، وغيرها تتغلغل في وجدان الأجيال وتمنحنا أملا في الغد.!، الغد الذي يؤلمني أنني سأتناول في مقالته كم تخصصا يرعف لنا خريجين بلا وظائف.. وكل وظيفة أيها الخريجون وصمودكم.. «وطن للصبر».! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة