.. كميات المخدرات التي تم إحباط تهريبها وترويجها من قبل رجال الجمارك ورجال الأمن خلال الأشهر الأربعة الماضية، كميات رهيبة تؤكد دون ريب وجود علاقة ما بين تنظيم القاعدة وتهريب المخدرات، وذلك ما أكده المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بقوله: «ثبت لدى المملكة ولدى العديد من دول العالم أنه توجد علاقة ما بين القاعدة وتهريب المخدرات، ويعود ذلك لما تواجهه القاعدة من أزمات مالية خلافا عن السابق، مما جعلهم يتاجرون بتهريب المخدرات، ومثل هذه النشاطات». وهذا في الواقع صحيح فلقد كانت القاعدة في السابق، وهي تدعي الجهاد لمكافحة الشيوعية ونشر دين الله، تلقى الكثير من المساعدات والدعم الذي يصلها من جهات سليمة النية، وأخرى مشبوهة. وبعدما افتضح أمرها واكتشف العالم أنها تمارس الإرهاب وقتل النفس التي حرم الله لتحقيق أهداف ومآرب شيطانية، انقطعت تلك المساعدات وتوقف ذلك الدعم إلا من قلة تشاركهم الضلال فتساندهم بالقليل الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، فكان أن وجدوا في المتاجرة بالمخدرات وتهريبها دخلا قد يعينهم على الاستمرار في الضلال الذي تسول لهم به نفوسهم الأمارة بالسوء، وأكبر دليل على ذلك هذه الكميات الرهيبة التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء الماضي ونشرتها الصحف يوم الأربعاء 7/ 5/ 1431ه وهي كما تقول «عكاظ»: «أحبطت الأجهزة الأمنية تهريب نحو ثمانية ملايين قرص كبتاجون، وطني حشيش، ونحو 20 كيلو هيروين نقي، فيما قبضت على 195 شخصا متورطا من ثماني جنسيات في تهريب المخدرات وترويجها، إذ أطيح بهم في (14) عملية أمنية على مستوى مناطق المملكة». والمؤسف أن من المقبوض عليهم وعددهم 195 مهربا ومروجا منهم 108 سعوديين من أبناء المملكة. كما أن مما يؤسف له أيضا استغلال بعض القادمين للعمرة بتوريطهم في تهريب المخدرات دون علمهم، إذ يقول اللواء التركي: «توجد شبكة في باكستان استطاعت تزويد بعض القادمين للمملكة لأداء الحج أو العمرة، بمواد عبارة عن مساعدات لهم، بينما هي في الواقع مخدرات يحملونها دون علمهم». والذي يبدو أو هو المؤكد؛ أن ممارسي التهريب يواصلون محاولاتهم رغم كل الجهود لمكافحة نشاطهم، فقد نشرت «عكاظ» يوم السبت 10/ 5/ 1431ه: «أن أحد المهربين لجأ في منفذ البطحاء إلى وحدة تبريد لمحطات توليد الكهرباء ليخفي بداخلها كمية من الخمور بلغت قرابة (6837) زجاجة خمر إلا أن هذه الحيلة لم تنطل على رجال الجمارك». وإذا كانت الدولة تقوم بكل هذه الجهود لحماية المجتمع من مفاسد المخدرات، فإن على المجتمع ألا يتهاون في أداء مسؤولياته تجاه أبنائه وبناته بالتوجيه والمتابعة لسلوك أفراد العائلة، فإنه إذا كانت الخمر (أم الخبائث) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن من المؤكد أن المخدرات بجميع أنواعها هي كذلك، والمرعب في المخدرات أنها بعكس الخمر فلا تخلف رائحة في الفم، ولا تنشر في الجو دخانا كالحشيش، فالهيروين والكبتاجون لا يخلفان أية رائحة، لكن مما يكشف حال مستخدم المخدرات أنه يميل إلى العزلة في المنزل، والسرحان في حالته العامة، وهذا ما يجب أن يلحظه رب الأسرة قبل أن تفجعه الأيام بما يورثه ألم الدهر، كما يجدر بالمدرس أن يراقب مسيرة طلابه ويحسن توجيههم. وتحية لرجال الأمن ورجال الجمارك البواسل على جهودهم التي يجب أن تلقى التعبير عن التقدير والامتنان بالمكافآت المالية والترقية في المراتب والرتب والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة