لا يخلو عمل موظفي التعداد الميداني من المواقف الغريبة والطريفة، فعملهم المتمثل في مقابلة الناس على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم وطرق أبواب المنازل ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات، يجعلهم أمام مجموعة من المفارقات التي لا تخلو من الطرافة. وقبيل أن تبدأ أعمال التعداد الفعلية خلال الأيام القليلة المقبلة، رصد مراقبو التعداد مجموعة من المواقف الطريفة في مرحلة المسح الميداني، وأبرزت بعض المواقف الحاجة لإعادة النظر في طرق توعية المواطنين والمقيمين بأهمية التعاون مع رجال التعداد وتعريف المقيمين تحديدا، أن التعداد لا دخل له بالعمل الأمني، خصوصا إذا علمنا أن من بين موظفي التعداد من دفع مبالغ نقدية من أجل طمأنة بعض السكان وجعلهم يفتحون الباب له. ويحكي المراقب محمد السعدي موقفا حصل معه أثناء عمله في الميدان، يقول إنه طرق باب منزل يسكنه عمالة وافدة، وعندها شاهد سكان المنزل يقفزون من فوق سطح المبنى، خوفا من القبض عليهم، وطرق باب آخر فلم يجبه أحد رغم أنه يسمع أصواتا في الداخل، وفي نهاية الأمر أضطر لدفع مبلغ من المال لأحد الوافدين من أبناء جلدتهم وذلك من أجل مرافقته عند طرق الأبواب وطمأنة السكان وإخبارهم بأنه جاء لحصر السكان فقط. ويقول المراقب أحمد الحجيري الذي يعمل في أحياء البلد حيث المنازل الشعبية المكتظة بالسكان، أنه طرق باب منزل يقطنه مقيمون فخرج له رجل يحمل سكينا، ولكنه تعامل مع الموقف بجرأة وأخبر صاحب المنزل أنه موظف تعداد ويريد أخذ معلومات عن قاطني الوحدة، وهي معلومات ليس لها علاقة بالإقامة أو خلافه، فاضطر حامل السكين أن يعتذر للموظف ويقدم له كأس ماء بارد، وقبل أن يغادر سأله عن سبب حمل السكين، فذكر صاحب المنزل أنه كان يتوقع أن يكون طارق الباب لصا مع ازدياد حالات السرقة في الحي أخيرا. ويتذكر محمد الغامدي قصة طريفة، فحواها أن سيدة طلبت منه الزواج خلال وجوده أمام منزلها في عمليات الحصر، يقول «قالت لي أريد أن أتزوجك وكررت ذلك على مدى أربعة أيام، وهي فترة حصر المباني القريبة من منزلها». ويقول آخر، أنه تفاجأ بأن معظم السكان في الحي الذي يعمل فيه المسح الميداني ولا سيما الوافدين «يعتقدون أننا نوزع صدقات وفلوس». ويروي مراقب رفض الكشف عن أسمه أنه تفاجأ بوجود بناية مكونة من سبعة أدوار في حي شعبي، ليس لها باب ويدخل ساكنوها إليها من خلال السطح أو عن طريق مبنى آخر ملاصق لها، يقول «واصلت طرق باب المبنى الرئيسي لأكثر من نصف ساعة، وفي النهاية عرفت أن مدخل البناية من جهة أخرى، وكان عبارة عن باب صغير جدا». ويقول محمد الزهراني إنه دخل منزلا وتفاجأ بوجود عدد كبير من العمالة يلعبون القمار وسط قاعة كبيرة في حي شعبي وآخرون حولوا مقر سكنهم إلى محلات خياطة وبيع وشراء. ويتذكر المراقب سعد محمد أحد المواقف الطريفة التي مرت عليه، حينما ظل مواطن يبحث عنه في الحي لمدة خمسة أيام، «وعندما وجدني طلب مني تعديل معلومة أدلى بها بالخطأ عن عدد بناته، وأكد لي أن عددهن خمس وليس أربع كما في السجل».